الخرطوم: الجماهير

يستعد سودانيون في العاصمة الخرطوم ومدن اخرى بالولايات، لإحياء ذكرى ثورة 21 أكتوبر يوم غدٍ الأربعاء، ولكن على نحو مختلف هذه المرة، ففي هذه الذكري يأملون بالسير على خطى أكتوبر، في إصلاح مسار ثورة ديسمبر التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

وينتظر أن يخرج مواطنو العاصمة الخرطوم التي ترزح تحت وطأة صعوبات إقتصادية تجسدها الصفوف المترامية أمام المخابز ومحطات الوقود فضلاً عن الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد الغذائية، في مواكب مليونية على غرار موكب 30 يونيو العام الماضي، داعية لإكمال هياكل السلطة، وتحقيق العدالة، ومحاكمة قتلة الشهداء.. غير أن المخاوف تثار من استغلال ما بات يعرف بعناصر الثورة المضادة للموقف نظراً لدعوات أطلقت تنادي باسقاط الحكومة الإنتقالية الحالية بدلاً من إصلاح مسارها، بينها دعوات من متشددين إسلاميين ومناصرين للنظام البائد توعدوا السلطات الإنتقالية باسقاطها باعتصامات تلي التظاهرات في الشوارع.

و دفعت هذه المخاوف السلطات في ولاية الخرطوم للانخراط منذ أيام في إجتماعات حثيثة للتعاطي مع ذكرى ثورة 21 أكتوبر، وفي المحصلة أصدرت اليوم بياناً عن إحياء ذكرى ثورة 21 اكتوبر أعلنت فيه إغلاق الكباري احترازياً من الساعة 12 منتصف الليل وحتى مساء الأربعاء 21 أكتوبر.

وقال البيان “تأتي ذكرى أكتوبر هذا العام، وثورتنا تمضي لتحقيق أهدافها بثبات وعزم؛ فبالأمس تحقق السلام الذي طال انتظاره، واليوم اِنفكت عن بلادنا تهمة الإرهاب التي لازمتنا في العهد البائد”.

وحمل البيان مخاوف سلطات ولاية الخرطوم من استغلال الثورة المضادة للمواكب قائلاً “لا يخفى عليكم استغلال أنصار العهد البائد وأعوانه، لمناخ الحرية والتعبير السلمي، ومحاولاتهم المستمرة لاستغلال مواكب الثوار، والتستر خلفها، طمعاً في عودة حكم بائد، أو محاولة يائسة لإحداث عنف يعكر صفاء سلمية الثورة. وكما هو معلوم لديكم تحركات النظام البائد ودعواتهم البائسة لهذا اليوم العظيم والاستماتة في محاولة حرف مواكب الثوار عن مساراتها الثورية بغرض إحداث الفوضى”.

وأضاف “بناءً على تلك المعلومات، نؤكد أننا سنعمل بكل عزم وحسم على تأمين مسارات مواكب الثوار؛ فالمواكب السلمية هي التي أنجزت الثورة والتغيير وأزالت نظام الثلاثين عاماً القمئ، وهي قادرة على الضغط على هياكل السلطة الانتقالية لاستكمال أهداف الثورة وتخطي عقبات وتحديات الفترة الانتقالية، فحرية التعبير حق إنتزعه الثوار عنوةً واقتدارا، ولا توجد سلطة قادرة على إنتزاعه، وهو حق تكفله الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية، ولزاماً علينا كممثلين لهذه السلطة توفير الحماية لقيام من يرغب بممارسة كامل حقوقه غير منقوصة.”

وتابع البيان “بناءً على ما نملك من معلومات نعتذر لمواطني ولاية الخرطوم عن ما سيمسهم من ضُرٍ نتيجة إغلاق كباري المدينة احترازياً من الساعة 12 منتصف الليل وحتى مساء الأربعاء 21 أكتوبر”.