أخبار

فَشَلُ جولةِ مفاوضات “سد النهضة” والسودان يتمسكُ بمواقفه

الخرطوم: الجماهير

أخفقَ وزراءُ الريّ والموارد المائيّة في السُّودان ومصر وأثيوبيا، مجدداً في إحراز أيّ تقدُم ملموس فى مفاوضاتهم المتعثرة منذ نهاية أغسطسَ الماضى، بشأن ملء وتشغيل سدّ النهضة المثير للخلافات.

وأنهى الوزراء الأربعاء، جولةً جديدة من المُفاوضات تحت رعاية دولة جنوب أفريقيا، بوصفها رئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي، استمرت أُسبوعاً بالاتفاق على إعادة الملف للاتحاد الأفريقي.

وكان من المأمول أن تُفضي الجولةُ إلى مسودة اتفاق بشأن ملء وتشغيل سدّ النهضة، تمهيداً لتقديمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي، الذي تولّي الاشراف على المفاوضات.

وكان إجتماعاً مشتركاً لوزراء الخارجية والمياه بالدول الثلاثة، حدّد أٌسبوعاً من المُفاوضات للإتفاق حول الدور الذي يُمكن أن يلعبَه الخبراءُ في التفاوض ومنهجيّة التفاوض ومساراته والجدول الزمني لها.

وأبدى السُّودان تحفظه فى الاجتماع السابق، على مواصلة المفاوضات بنفس المنهج الذي قادَ لطريق مسدود في الجولات السابقة، وتقدّم بمقترحاتٍ مُتعددة لإعطاء دوراً أكبر للخبراء والمراقبين في عمليّة التفاوض لتقريب وجهات النظر بين الدول الثلاث.

وجدّد السُّودان تمسكه خلال هذه الجولة بموقفه الرافض للعودة للتفاوض وفق المنهجيّة السابقة، التي لم تحرز أيّ تقدُم، وطرح السودان مقترحاً مُفصلاً حول إعطاءِ دوراً أكبرَ لخبراء الاتحاد الأفريقي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف واقتراح حلول توفيقيّة. وأبدت أثيوبيا موافقتها على تعظيم دور خبراء الاتحاد الأفريقي، وتقدمت بتصور مشابه لرؤية السودان إلّا أنّ الجانب المصريّ اعترض على هذا المقترح وتقدم بمقترحاتٍ تدور حول مواصلة التفاوض بالطرق السابقة.

وقال البروفسور ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية في بيان الأربعاء، “إنّ السُّودان لا يزال متمسكماً بالعمليّة التفاوضية برعاية الاتحاد الأفريقى ولكن بمهنجيّة جديدة، للتوصل لاتفاق مرضٍ لكلّ الأطراف حول ملء
وتشغيل سدّ النهضة”.

وأكَّدَ أنّ القضايا الفنية والقانونية العالقة محدودةٌ ويمكن الاتفاق حولها إذا توفرت الإرادة السياسية عند كلّ الأطراف. وأشار إلى أنّ السُّودان لا يمكنه أن يتفاوضَ بلا نهاية، ولا بدّ أن يضمن سلامة منشئآته المائية خاصة؛ لافتاً أنّ بُحيرة خزان الروصيرص لا تبعد سوى خمسة عشر كيلومتراً عن سدّ النهضة.

وصعّدت تصريحاتٌ أطلقها الرئيس الأمريكي ترامب، الأيام الماضية حدّة الخلاف بين الدول الثلاث، ووصف ترامب الوضع بالخطِر جداً وأنّ مصر سينتهي بها الأمرُ إلى تفجير السَّد. وهو ما دفع بأثيوبيا إلى الرد قائلةً إنّها لن تستسلم لعدوان، ولن تعترف بحقٍّ قائم على معاهداتٍ استعمارية، ما قد يفتح الباب أمام احتمالات يصعب توقعها.

وتخوض مصرُ وأثيوبيا والسُّودان مفاوضاتٍ مطولة حول السَّد، لم تحرز أيّ تقدمٍ يُذكر على الرغم من تدخل الولايات المتحدة والبنك الدولي كوسيطين. وعُقدت آخرُ جولةٍ للمفاوضات في 29 أغسطسَ الماضي، وفشلت في التوصل إلى
مسودة اتفاق بشأن ملء وتشغيل سَدّ النهضة، تمهيداً لتقديمها لرئاسة الاتحاد الأفريقي، الذي تولّي الإشراف على المفاوضات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى