الخرطوم: الجماهير
بعد تحقيقاتٍ وتقصٍ استمر عِدَّة أشهر، كشفت لجنةُ التحقيق في اختفاء الأشخاص (المفقودين) التي شكَّلها النائب العام، عن عثورها على مقابر جماعيَّة يُرجَّحُ أنَّها تحوي جثامين لمفقودين تَمَّ قتلهم ودفنهم فيها بصورة تتنافي مع الكرامة الإنسانية.
وقالت النيابة العامة، في تعميم صحفي اليوم الأربعاء، إنَّ لجنةَ التحقيق ستقوم بكلّ ما يلزم لاستكمال إجراءات النّبش وإعادة التشريح، بعد أن تَمَّ تحريز الموقع ووضع الحراسة اللازمة عليه لمنع الاقتراب من المنطقة، لحين اكتمال الإجراءات، وتوجيه الجهات المختصَّة باتخاذ كافَّة الإجراءات اللازمة. ونَوَّهت إلى قيام اللجنة بزيارة ومراجعة كلّ المشرحات، والتحري والتحقيق مع إداراتها، مُشيرةً إلى أنَّ اللجنة تُباشرُ أعمالها وفقاً للضوابط العدليَّة التي أصدرها النائب العام، بما يسلتزمه ذلك من الحصول علي البصمة الوراثيَّة (DNA) ومعرفة سبب الوفاة والأسباب التي أدَّت إلى عمليات الدفن الجماعي.
وأكَّدت لجنةُ التحقيق بالنيابة، استمرار تحقيقاتها حول واقعة اختفاء وفقدان الأشخاص قسرياً، منذ أحداث ثورة (ديسمبر – أبريل) بكُلّ شفافية، لتمليك الحقائق للشعب السُّوداني، تأسيساً لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
وناشدت كافَّة الأجهزة وأسر المفقودين تعاونهم مع اللجنة لاستكمال تحرياتها. وأضافت “بعد جهد استمر لعِدَة أشهر تمكنت لجنة التحقيق في اختفاء الأشخاص (المفقودين) التي شكَّلها النائب العام، بموجب القرار رقم (9/2019) بتاريخ 7/11/2019 للتحقيق حول الاختفاء والفقدان القسريّ للأشخاص، عبر فريق مهني برئاسة الطيب أحمد محمد العباس، ووفقاً للبينات التي توافرت لديها تمكنت اللجنة من العثور على مقابر جماعيَّة تُشير البينات إلى أنَّه من الراجح أنها تحوي جثامين لمفقودين، تَمَّ قتلهم ودفنهم فيها بصورة تتنافى مع الكرامة الإنسانية”.
وكان النائب العام، أعلن في يونيو الماضي، عن العثور على مقبرة جماعيَّة شرقي العاصمة الخرطوم، يُعتقدُ أنَّها تَضُمّ رفات طلاب قتلوا عام 1998 بعد محاولة فرار من معسكر تدريب للخدمة العسكريَّة.
وفي يوليو الماضي، أكَّدت النيابة العامة، العثور على مقبرة جماعية “تضم على الأرجح رفات 28 ضابطاً بالجيش، اُعدموا عام 1990 بتهمة التآمر لمحاولة انقلاب على الرئيس المخلوع عمر البشير”.