الخرطوم: الجماهير
دشن السودانيون على مستوياتهم الرسمية والشعبية مساء السبت، مبادرة هي الأضحم منذ نجاح ثورة ديسمبر في إقتلاع حكم المؤتمر الوطني البائد في أبريل 2019 لدعم وإسناد القوات المسلحة في كفاحها المستمر منذ أسابيع لاسترداد الأراضي السودانية على الحدود الشرقية التي كانت تسيط عليها مليشيا وقوات إثيوبية لنحو ثلاثة عقود.
وجرى حفل تدشين مبادرة القطاع الخاص لدعم وإسناد القوات المسلحة، مساء السبت بقاعة الصداقة بالخرطوم، بحضور رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك وعدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء ورئيس الأركان المشتركة وقادة قوات الشرطة وشركاء الفترة الإنتقالية ورجال الأعمال وممثلين لمختلف مكونات المجتمع السوداني.
البرهان: لا نريد إشعال حب مع إثيوبيا
وفي كلمته أكد رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، أن السودان لا يريد إشعال الحرب مع الجارة إثيوبيا وليس لديه أي مصلحة في الدخول في حرب مع أي دولة من دول الجوار، مؤكدا أن السودان يرغب في الوصول الى حدود تحفظ له حقوقه ويتم فيها وضع العلامات على الأرض.
وجدد البرهان حرص السودان على إقامة علاقات مع كل دول الجوار خاصة أثيوبيا.
انتشار طبيعي للجيش
وقال إن ما قامت به القوات المسلحة على الحدود الشرقية هو انتشار الجيش داخل الأراضي السودانية فضلا عن تأمين الحدود الدولية في المواقع المعروفة، مبينا أن منطقة الفشقة ظلت تتعرض لهجوم متكرر على المزارعين السودانيين من قبل الجانب الأثيوبي.
وقال “أنا بنفسي قبل 4 سنوات تحركت بقوة وارتكزت في منطقة قلع اللبان التي قتلت فيها قبل أيام ستة من النساء السودانيات.. في تلك الفترة الأثيوبيين تعللوا بأن لديهم مشاكل داخلية وان الوضع لا يسمح بوضع العلامات على الحدود وقدرت القيادة السياسية وقتها الموقف واعطونا تعليمات بالانسحاب”.
البرهان: اتفقت مع آبي أحمد على تأمين الحدود
وكشف رئيس مجلس السيادة عن أنه اتفق مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد خلال زيارة سابقة على تأمين الجيش السوداني للحدود بين البلدان لمنع التفلتات الأمنية.
وقال “زرت أثيوبيا قبل الأحداث بفترة غير بعيدة واتفقنا مع رئيس وزراء أثيوبيا على أن القوات المسلحة السودانية تتولى إغلاق الحدود السودانية لمنع آي تسرب لآي جهة مسلحة من والى السودان وهذا فعلا ما قامت به القوات المسلحة بتأمين الحدود الدولية المعروفة ولم تتعداها”.
وأضاف “ما سمعناه بأن هذه الأرض إثيوبية هو أمر جديد يستدعي منا أن نقف الموقف المدافع عن أرض السودان”، وأوضح أن القوات المسلحة قامت بهذه العملية بتنسيق كامل مع الجهاز السياسي والتنفيذي في الدولة.
ملاحم الجيش والشعب
وحيا رئيس مجلس السيادة، شهداء السودان على مر الحقب الذين ناضلوا من أجل وحدة وبقاء الدولة السودانية مشيدا بالملاحم المشتركة بين الجيش والشعب والتي تجلت في ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل وثورة ديسمبر المجيدة التي تكاملت فيها جهود المؤسسة العسكرية مع نضال الشعب السوداني.
كما أشاد بدور القطاع الخاص في إسناد الجيش وقال إن هذه المبادرة جاءت في وقتها تماما لأن العلاقة بين الشعب والقوات المسلحة شابتها بعض الشوائب والتي ستزول بفضل هذه المبادرات مؤكدا على ضرورة تنقية هذه الشوائب باعتبار أن الجيش جيش الشعب.
وقال إنه بعد إنجاز ثورة ديسمبر وتحقيق مطلوبات السلام يجب علينا الالتفات لبناء السودان والتأسيس لوطن معافى وسليم للأجيال القادمة موضحا أن الجيش وفي إطار عمليات إعادة التنظيم سيركز على حماية الحدود وقال إن هناك إتجاه لنقل المعسكرات والوجود المسلح من المدن.
حماية الدستور والديمقراطية والدفاع
ومن جهته، أكد رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، الدعم اللامحدود للجهاز التنفيذي ومساندته للقوات المسلحة في بسط سيطرتها على كافة الأراضي السودانية.
وحيا في كلمته الجنود البواسل الذين يزودون عن الأرض ويحرسون الثغور مبيناً أن القوات المسلحة لديها واجب مقدس وهو حماية الدستور والديمقراطية والدفاع عن حدود الوطن وأشاد حمدوك بمبادرة القطاع الخاص في إسناد القوات المسلحة وقال إن هذه المبادرة تصب في اتجاه تكامل الجهد الرسمي والشعبي من أجل دعم القوات المسلحة.
وأعرب رئيس الوزراء عن أمله في أن تسود مثل هذه الروح لمعالجة كل قضايا الوطن داعياً إلى ضرورة التعاضد والتكاتف من أجل الخروج بالبلاد الى آفاق التنمية والسلام والاستقرار.
ودعا حمدوك لخلق نموذج تنموي في منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى وجعلها منطقة ذات ميزة إستثمارية تعود بفوائد إقتصادية على البلاد وعلى مواطني المنطقة.
وترحم على أرواح شهداء القوات المسلحة عبر التاريخ الذين ضحوا في سبيل عزة وكرامة السودان.
استمرار الدعم دون سقف
ووبدوره، اعتبر الامين العام لاتحاد عام أصحاب العمل، المجتبى خلف الله، تدشين الحملة يعد رسالة لكل من أراد أن ينال من قواتنا المسلحة، مؤكداً أنها ستتواصل دون سقف، باعتبارها امتدادا وتواصلا لنهج الرواد من منسوبي القطاع الخاص الوطني الذين ظلوا اكثر حرصا على الاسناد منذ ميلاد الحركة الوطنية التي كافحت وناضلت من اجل تحقيق الاستقلال، لتتواصل حملات الدعم والاسناد فى وطنية صادقة.
وأعلن المجتبى عن تعهد اتحاد غرف الزراعة والانتاج الحيواني وجاهزيته الفورية لتوفير المدخلات الزراعية والتقانات والارشاد الزراعي كمساهمة فى تعمير وتطوير الزراعة والثروة الحيوانية لـ مساحة الـ (2.5 مليون فدان) من الأراضي الخصبة بمنطقة الفشقة.
ودعا إلى ضرورة دعم البنية التحتية للقوات المسلحة والمساهمة في بناء الجسور والمعابر والطرق بالمنطقة التي تحدها (3) أنهار (العطبراوي وستيت وباسلام) لضمان عدم انقطاعها خلال فصل الخريف وتحقيق الاساس للتنمية الزراعية المستدامة بها.
وأكد ثقة القطاع الخاص بأن القوات المسلحة وهي تدافع عن مبادئ الثورة المجيدة وتحقيق أهدافها، أنها قادرة على الاضطلاع بدورها الوطني المقدس في حماية العرض والأرض ووحدة البلاد، وأنها أكثر استعدادًا اليوم، لحماية حدود البلاد وشعبها بدعم وإسناد وطني عريض.
وقال خلف الله إن القطاع الخاص الوطني بكل قطاعاته، سيظل في المقدمة على الدوام بامكانياته لتقديم الدعم والاسناد الذي تستحقه القوات المسلحة الباسلة.
الفشقة سودانية مائة في المائة
واستعرض رئيس المفوضية القومية للحدود معاذ تنقو تقريرا حول قضايا الحدود السودانية الإثيوبية مؤكدا أن منطقة الفشقة السودانية مائة في المائة وقد تم توزيعها في الستينات للمواطنين لممارسة الزراعة الآلية مبينا أن إثيوبيا ساعدت عصابات الشفتة وطردت المواطنين من مزارعهم.
وقال ان إنتشار الجيش السوداني هو انتشار طبيعي داخل الأراضي السودانية.