كادقلي – الجماهير: أحمد كنونة
كشف والي جنوب كردفان، حامد البشير إبراهيم، (الجمعة)، عن تكوين غُرفة مركزية بالخرطوم بوزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية، بغرض الترتيب للتدخلات الإنسانية العاجلة للمتأثرين بأحداث العنف القبلي بمحلية قدير.
وقال الوالي في مؤتمر صحفي، إن تدفقات المواطنين في تزايد مستمر حسب الإحصائيات الأولية لمفوضية العون الإنسانى بالولاية ومنظمات الأمم المتحدة العاملة، خاصة في أعقاب تَجَدُّد النزاع وسقوط (3) قتلى اليومين الماضيين، وسط أجواء تسودها نُذُر مواجهة بين الأطراف المتنازعة، لصراع أمتد لأكثر من عام بين (الحوازمة، دار علي) و(كنانة، العريفاب)، ودخول (الكواهلة) كطرف ثالث مؤخرًا.
وأشار إلى أن الأوضاع سادها الهدوء طوال الأسابيع الفائتة، خاصة عقب مبادرة ووساطة أمير إمارة الكواهلة بمحلية (التضامن) عبدالله عبد الباري، التي استطاع من خلالها جمع الفُرقاء، والتواصل مع وفد الحوازمة، برئاسة العمدة محمد الشمو، والعمدة الشفيع الله جابو، وعدد من الأعيان بالكواهلة في (كلوقي) بحضور مبعوث الوالي العميد معاش سايمون تاب ميان، ليكون المرحال الغربي مخرجا للمواشي من مصايفها جنوبى كلوقي، ويمر غربًا إلى منطقة (الرحمانية) حتى منطقة (رشاد).
إلا أنه عاد وقال إن تجدُّد الأحداث تسبب في إيقاف التواصل السلمي الذي تقوده عدد من المبادرات، آخرها مبادرة وفد المسيرية بغرب كردفان، الذي كان على مشارف كلوقي، إلا أنه عاد أدراجه إلى محلية أبوجبيهة المجاورة.
وأكد الوالي موافقة القيادة العامة على طلب الولاية بإرسال قوات عسكرية إضافية، للفصل بين المكونات المتصارعة وتأمين حركة الرُّحَّل ومواطني القرى المجاورة للمرحال.
مشيرًا إلى أن تحدي الحل يكمن في رأي ومطالبة بعض الأطراف بإخراج الحوازمة من (كلوقي)، في حين ترى الوساطة إخراج الأُسر الضالعة في الأحداث حسب العرف الأهلي.
وقال إن الدولة لا تملك حق إخراج جهة، وإن الأمر متروك في مثل هكذا أحداث للعرف القبلي.
وفيما يختص بأحداث كادقلي الكبرى، التي راح ضحيتها نحو (مائتي) فرد العام الماضي، ثَمَّن والي الولاية مبادرت القوات المسلحة، ممثلة في الفرقة الرابعة عشر مشاه بكادقلي، التي أحدثت اختراقًا في قبول الأطراف والمكونات المختلفة بعمليات الصلح والتعايش السلمي.
وكشف عن الحصول على مبلغ وصفه بالمقدر، لجبر الضرر وتعويض الأُسر المتأثرة، سيتم تسليمه للجنة وقف العدائيات ودعم التعايش السلمي بمحليات كادقلي الكبرى، توطئة لتوزيعه على المتضررين، بالإضافة إلى مشروعات إنتاجية لتعزيز الاستقرار بالمنطقة.
وأعلن الوالي عن عقد مؤتمر الصلح، للتوقيع النهائي على وثيقة الصلح عقب عيد الأضحى المبارك.
مستعرضًا حزمة من المشروعات التنموية تتمثل في المطارات والمهابط والطرق والسكة حديد وبورصات الصادر والمصانع والشركات، التي طرحتها الولاية لعدد من الجهات الداخلية والخارجية، ويجري النقاش حولها خلال الأيام القادمة.
إلى ذلك أصدر حزب الأمة القومي (الخميس) بيانًا حول أحداث العنف الأخيرة بمنطقة (قدير)، عبَّر خلاله عن قلقه مما يجري.
وأكد بأنه على تواصل مكثف مع الأجهزة الحكومية في الولاية والسلطات الاتحادية، للعمل بقوة على فرض هيبة الدولة وحفظ الأمن في المنطقة، حماية للأرواح والممتلكات.
وناشد البيان الأهل من الطرفين بالاحتكام لصوت العقل وإيقاف نزيف الدماء والعمل على معالجة قضايا الخلاف بينهما، عبر الأُطُر القانونية والأعراف الأهلية، حفاظًا على الأمن والسلام واحترامًا للعلاقات التاريخية.
كما ناشد المكونات المجتمعية الأخرى والإدارات الأهلية في الجوار، السعي بين الطرفين لإحتواء التوتر ووقف العدائيات واتخاذ كل ما هو ممكن لتهدئة الأوضاع وعودة الاستقرار.