عبد الرحمن الكلس يكتب: (علي كرتي) وحركته المسيلمية.. قتل الأدنى والبكاء على (الأقصى) !
2023-10-09آخر تحديث 2023-10-09
21 3 دقيقةقراءة
زعيم الحركة الإسلامية المدرج في قائمة العقوبات الأمريكية علي كرتي
بقلم- عبد الرحمن الكلس
لا أحد يقف ضد حق الشعوب في نضالها لنيل حريتها والتحرر من الاستعمار والشمولية والديكتاتورية إلا كل معتوه أو “كوز”، أو “خرتيت” في هيئة انسان مثل “علي كرتي” ! وما كنت أظن (كرتي) هذا، بجانب “سمسرته” وإجرامه المعهود والمشهود، صاحب خيال فيّاض بالأوهام والعلل، إلاّ عندما التقطت عيناي رسالته المعنونة إلى “اسماعيل هنيّة”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية، والتي تحمل توقيعه كأمين عام للحركة الإسلامية السودانية، بتاريخ أمس الأول 7 أكتوبر.
ويالها من رسالة شديدة الأهمية والفائدة للأطباء النفسيين، ستمكنهم من تشخيص حالة الرجل وحركته (الاسلامية) بدقة توطئة لعلاجه بشكل ناجع حتى يسترد عافيته النفسية وصحته الفكرية، فيخرج من ظلمات جماعة الهوس الدموية إلى نور حركات التحرر الوطني. ولا بأس من التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإن كان لي (قولان) أو ربما عشرة، في تضامن (كرتي) وحركته وجماعته، لكن البأس كل البأس يوجد في ختام رسالته، حيث يقول الرجل فيها موجهاً حديثه إلى المقاومة الفلسطينية: “عهدنا بكم نحن في الحركة الإسلامية السودانية مواصلة الصمود في مقارعة نفس العدو وامتداداته حتى نرفع راية النصر سويّاً في فلسطين والسودان، احتفالاً بدحر أعداء الأمة، نصراً يشفي صدور المؤمنين”!!
ياللهول، ويا لهول كرتي، ويا لجنونه ولوثته، إذ يوعز في رسالته المُلتاثة هذه، أن قضية المقاومة الفلسطينية – أيًا كان توجهها الايدلوجي – مثل جماعته (الجبهة الإسلامية، الحركة الإسلامية/ المؤتمر الوطني)، التي انقلبت على الديمقراطية وحكم الشعب في العام 1989 ومؤخرا في العام 2021، حتى حربهم الأخيرة في 15 ابريل، من أجل أن لا ينعم الشعب السوداني بحريته، ويعودوا إلى السلطة ليحكموا السودان بالحديد والنار وبيوت الأشباح والتعذيب ووحدات الاغتصاب، واشعال الحروب الجهوية وإذكاء الفتن القبلية وتقسيم البلاد وسرقة مواردها ومقدراتها وأعاقت نهضتها وتقدّم شعوبها! كيف يجرؤ هذا (الخرتيت) على هذا التشبيه الذي يسيئ إلى النضال من أجل التحرر الوطني، كمفهوم إنساني كوني وحقوقي وفلسفي ؟!
وهنا، إذ أشبه كرتي بالخرتيت، فهذه ليست إساءة له – وإن كان يستحق أضعافها – فهذا الحيوان -أي الخرتيت- يعاني فسيولوجياً من قصر النظر (هكذا خلقه الله)، ما يجعله يتصرف قبل أن يتبيّن، ولذلك يهاجم صغاره ظناً منهم أنهم (أعداءه) فيدهسهم بأخفافه الثقيلة ويقتلهم شر قتلة. وقد قتلني (الخرتيت كرتي) بالضحك جراء هذا التشبيه السخيف، ثم قتلني مرة أخرى عندما قال لهنية: “سنحتفل سوياً بدحر أعداء الأمة، نصراً يشفي صدور المؤمنين”! وكأن الدعم السريع خرج من رحم (بروتكولات حكماء صهيون) وليس من رحم الجيش، وكأن من سن قانونه هو الكنيست الاسرائيلي وليس برلمانه (المجلس الوطني) غير الموقر ، بل وكأن “الدعامة” ليسوا مسلمين بل يهود (ومالهم اليهود يا خرتي؟)!
قال السيد الخرتيت، قوله السفيه هذا؛ فيما هو متحالف مع (البرهان) الذي تسرب بليلٍ كلصٍ منزلي حقير؛ من أجل مقابلة “بنيامين نتنياهو” في عنتيبي بأوغندا، ولكن “كرتي” وزمرته لاذوا بالصمت حينها ظنًا منهم بان ذلك سيمهد الطريق لحليفهم البرهان نحو السلطة، وما يزالون متحالفين مع صديق نتنياهو حتى اليوم !! ويبدو ان (الخرتتة) هي مرض كيزاني كما (الكرتتة)، والاثنان مرضان متشابهان كالملاريا والتيفويد، لكن الخرتتة هي التي تقود إلى الكرتتة، وهذا – لا مؤاخذة – ما جعل من أمين عام الحركة الإسلاموية قصير النظر ومتنطع العين، وإلا فما الذي جعله يضع نفسه وحركته في هذا المأزق وهذه المقاربة الغبية؟؟
ولـ( الدنيا والزمان) كما تقول العبارة، فإن الخرتيت كرتي نفسه، لو كان في مقام آخر، وكان “إسماعيل هنية” مستقراً في السودان، لسلمه إلى إسرائيل دون أن يرف له جفن، فقد عرضت جماعته على واشنطون؛ تسليم (أسامة بن لادن)، لكن الإدارة الأميركية رفضت ذلك العرض. فهل كان بن لادن (دعم سريع)؟ كما سلم الكيزان أكبر داعم للقضية الفلسطينة، بل مناضلاً ثورياً في الجبهة الشعبية لتحرير فسلطين إلى فرنسا، هل تتذكرونه؟ إنه إلييتش راميريز سانشيز (كارلوس) الذي غدر به رهط علي (خرتي) وحركته، فخدوره وسلموه يوم 14 أغسطس 1994 إلى فرنسا، والتي يقضي فيها منذ ذلك الوقت حتى اللحظة عقوبة السجن المؤبد!
لديّ الكثير من قصص الخيانات الإخوانية الكيزانية، لأرويها لكم، وأظنكم تعلمون أنهم ملوكها وحراسها أيضاً، حيث يمكنهم ارتكاب جرائم لا تخطر على بال الشيطان الرجيم من أجل تحقيق أهدافهم المتمثلة في (السلطة والمال)، ولذلك أشعلوا الحرب الراهنة بين الجيش والدعم السريع، ثم يريد خرتيتهم دون اختشاء وحياء، أن يوحي من خلال رسالته؛ أن ما يمر به الفلسطينيون ومحنة الكيزان (أمران متشابهان)! هذا هو الخرتيت كرتي وهذه هي حركته المكرتتة!