الخرطوم – الجماهير: تمثل السيطرة الكاملة لقوات الدعم السريع على مدينة نيالا، ثاني أكبر مدن السودان، نقطة تحول مهمة في حرب السودان.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على جميع الحاميات العسكرية للقوات المسلحة الواقعة خارج نيالا، وأعلنت أنها تسعى للسيطرة على قيادة الفرقة 16 مشاة، باعتبارها آخر موقع عسكري تابع للجيش في المدينة.
وجاء سقوط المدينة بعد معارك ضارية بين القوتين، أودت بحياة أعداد كبيرة من المدنيين وأجبرت ما يزيد عن الـ 50 ألف شخص على الفرار نحو ولايات شمال وشرق دارفور.
ويؤكد سقوط نيالا تصاعد حدة الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، التي تشكلت في الأصل كقوة شبه عسكرية لمحاربة المتمردين في دارفور، لكنها تحولت إلى قوة سياسية وعسكرية قوية في السودان.
ويرى مراقبون أن سقوط نيالا يمنح قوات الدعم السريع ميزة استراتيجية كبيرة في الصراع، حيث تصبح المدينة مركزًا إقليميًا للدعم السريع، وتسمح لها بتعزيز سيطرتها على جنوب دارفور.
يراي الباحث السياسي منتصر إبراهيم الزين في حديثة لـ” الجماهير”: أن سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة نيالا يمثل سقوط لرهانات الصراع من جانب الاستخبارات العسكرية التي تقوم على تكريس الانقسام الإجتماعي في دارفور ، على جانبي القوتين القبليتين الرئيسيتن هناك (العرب، الزرقة).

ويضيف الزين بسقوط الحامية 16 مشاة نيالا ، يكون الجيش قد فقد ركيزة عسكرية وسياسية؛ وبالمقابل يضع الدعم السريع نفسه في مسار توطيد قبضته العسكرية بهيكلة الجيش ومسك بزمام السلطة السياسية في دارفور لما لولاية جنوب دارفور من ميزات استراتيجية مهمة لكونها تقع في موقع القلب في كامل الإقليم ، ومنفتح على الجوار الإستراتيجي من ناحية الامداد العسكري بكل أشكاله
كما يبعث سقوط نيالا برسالة قوية إلى الجيش السوداني، مفادها أن قوات الدعم السريع لن تتراجع في الصراع، وأنها مستعدة للقتال حتى تحقيق أهدافها.
يقول الصحفي أحمد موسى، في تعليق له على سقوط مدينة نيالا، بيد قوات الدعم السريع، أن هذا الحدث يعد نقطة تحول مهمة في الحرب الأهلية السودانية.
ويضيف موسى: أن نيالا تعتبر ثاني منطقة بالسودان من حيث الترتيب بعد الخرطوم مباشرة من نواحي القوة والعتاد، حيث تتواجد فيها الفرقة 16 مشاة، التي تضم أكبر جيش من الاعداد الكبيرة للجنود المشاه مع امتلاك كافة انواع الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ويصف موسى سقوط نيالا بأنه “سقوط مدوٍ”، ويؤكد أنه يعد أكبر انجاز حقيقي تحقق الآن وذلك بفضل مجهودات كبيرة وتضحيات غالية ترجمت في النهاية بالسيطرة الكاملة علي عاصمة ولاية جنوب دارفور.
ويؤكد موسى أن نيالا تعتبر موقع استراتيجي من حيث الأهمية بالمكان الجغرافي وكذلك مدينة متكاملة يمكن استخدامها بما يخدم القضية من كافة الجوانب المختلفة.
ويأتي سقوط نيالا بالتزامن مع بدء محادثات بين القوتين من المحتمل أن تنطلق غدا الخميس في مدينة جدة السعودية برعاية الدولة المضيفة والولايات المتحدة الأميركية.
ولكن من المرجح أن يواجه المحادثات تحديات كبيرة، حيث ترفض كل من القوتين التنازل عن مطالبها.
