كانت في مدينة نيالا حركة تجارية ضخمة أهلتها لتكون أكبر مدن اقليم دارفور تطوراً في العمران ، بها سوق كان يستورد البضائع من دبي مباشرة الى مطار نيالا ، فيها أكبر سوق للتوابل في شمال افريقيا ، بل تصدر بعضها الى الدول المجاورة مثل تصدير الشطة الى دولة الهند بالاضافة الى انتاجها الوفير للفول السوداني .
كما تعد نيالا الموزع الرئيسي للفواكه لمدن السودان .
عواصم ولايات اقليم دارفور (الضعين ، الفاشر ، زالنجي ، الجنينة ) كلها ذات طابع قبلي ما عدا نيالا مدينة لكل الناس ، تربى فيها المعلم صلاح جنوبي القادم من منطقة شندي بشمال السودان لم يغادرها إلا بعد الحرب بنزوحه الى مدينة الضعين وقال المعلم جنوبي بصوت خافض ، مع دمعات من عينيها تقطر ببطء لصحيفة الجماهير : ” لم اغادر نيالا منذ 43 أربعين سنة ، إلا لرحلة تستغرق ساعات ثم العودة الى نيالا”.
مثلما ساهمت اذاعة أمدرمان في تشكيل الوجدان السوداني ،ساهمت أيضاً اذاعة نيالا المسموعة حتى في الدول المجاورة ،في تشكيل الوجدان الدارفوري عن طريث برامجها الفلكورية المستمدة من البيئة المحلية .
نيالا اليوم تحولت الى مدينة من الحطام بفعل نيران وقذائف أطراف الحرب ، معظم المؤسسات في وسط المدينة قد تأثرت بالقصف المدفعي مثل بيت الوالي ، مبنى الاذاعة ، مبنى امانة الحكومة ، ديوان الزكاة ، رئاسة الشرطة ، استاد نيالا وجامعة نيالا وهذه تم سرقة جميع مركباتها و معداتها وأجهزتها ومكتبتها حتى وصل التخريب الى السقف المستعار والأرضيات .
معظم المتاجر في السوق الكبير قد أصابها الضرر هي الأخرى .
ما إن صمت أزيز المدافع واختفت مظاهر العسكرية ، بدأت الحياة الى تعود الى المدينة بحركة سيارات نشطة على الطرقات وافتتاح أسواق المواشي والملجة من الناحية الشمالية وسوق الجبل من الشرق وسوق الأندلس من الجنوب .
جثث.. على الأرض .
بدل الزهور وأشجار الزينة ، تحيط جثث قتلى الجيش في قيادة الفرقة 16مشاة على امتداد الخنادق والدفعات من الاتجاهات الثلاث (الشمال ، الشرق ،الجنوب )