ارتقى اليوم شهيدًا البطل الجسور اللواء علي يعقوب جبريل في يوم التروية وكان آخر ما قام به من عمل جليل هو إصلاح ذات البين، الصلح بين قبيلتي السلامات والبني هلبة، ليس ذلك فحسب بل ظل الرجل شعلة من النشاط في رتق النسيج الاجتماعي والتعايش بين المجتمعات المختلفة في الإقليم. وهنا يحضرني حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم (ألا أخبركم بأفضل من الصلاة والصيام والصدقة.. قالوا بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين). مضي كما يمضي الفوارس.. نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه.
فالوحش يقتل ثائر
والأرض تنبت ألف ثائر
يا كبرياء الجرح
لو متنا لحاربت المقابر
فملاحم الدم في ترابك
ما لها فينا أواخر
الشمس تشرق كل يوم
في المواعيد البواكر
ترجل الفارس المغوار البطل القائد، هكذا يستشهد البواسل الأشاوس يخوضون المعارك كالأسود الضارية ويمضون بجسارة وصمود… أنهم عاهدوا الله على إثنين النصر أو الشهادة. ومضى شهيدًا بعد أن ترصع بسلسلة من الانتصارات..
إما حياة تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدو
ونفس الشريف لها غايتان
ورود المنايا ونيل المنى
هو موت يغيظ الأعداء.. فاضت روح المقدام الضرغام إلى بارئها من أجل التغيير وبناء المشروع المدني.. مضى مدافعًا عن حقوق المهمشين والواقفين على الرصيف.. مضى من أجل رد الظلم والظلامات التاريخية والمتراكمة ضد الشعوب السودانية المغلوبة على أمرها.
سيأتي عرس الشعب
يرفل بالأزاهر
وان دفعنا لمهرك
أيها الوطن
مليون ثائر
وعلى جبين السودان
سنشعل المباخر
مضى الشهيد
الذي يعي ذاكرة
المآثر
من أجل البسطاء
فالدم المسفوح من
أجلك يا وطني
دم ثائر
فعدوك يا وطني
ستدور عليه الدوائر
مضى عليا ابن يعقوب
فهو سنام الجواسر