في اللحظة التي يتوقع الكل أن يتخذ الدعم السريع موقف رد الفعل بعد مقتل قائده الميداني اللواء الشهيد علي يعقوب، ويفعل كما جيش كرتي وفلنقاياته من الصحفيين والناشطين عندما يفقدوا في الحرب أحد جنودهم أو إخوانهم، كالمعتاد يخرجوا على الناس بخطاب الإبادة وتسمع كلمات مثل: “بيدوا قراهم وأضربوا حواضنهم في الضعين وكبكابية ونيالا وتلس”. ولكن في يوم عرفة، يوم العفو العام، وبخطوة مخالفة لتوقعات سير الأمور على الواقع، استجابت قيادة قوات الدعم السريع لدعوة سيدي الشيخ أزرق طيبة، وأطلقت سراح المئات من أسرى الجيش والشرطة، بعد موافقة الفريق أول محمد حمدان دقلو.
حقيقة إذا كانت هنالك من تهنئة؛ فهي لذويهم، لأننا نعلم مدى فرحة أي أسرة عندما يفرج عن والدها، أو ابنها، أو فرحة طفلة بأبيها وزوجة بشريك حياتها، حقيقة شيء يستحق التقدير مهما الناس اختلفت معه. في المقابل ليس لجيش كرتي أسرى ولا يعرف معاملة الأسير وفقا لأعراف الدين أو القوانين الدولية، بل يعرف قطع الرؤوس، وذبح الأبرياء، ونبش الأحشاء ومضغ الأكباد وقصف الأبرياء الذين ليس لهم جريرة غير الجغرافيا والدم أو اعتقال العمال حتى لو عاشوا في مناطق سيطرته مئات السنين.
نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. القوي الشديد بحق هو الذي جاهد نفسه وقهرها حينما يشتد به الغضب؛ لأن هذا يدل على قوة تمكنه من نفسه وتغلبه على الشيطان.
نسأل الله أن يعيدهم إليهم وبلادنا خالية من الإرهابيين القتلة وتنعم بالأمن والسلام والطمأنينة.
وكل عام والشعب السوداني بألف خير والسودان خالي من اللصوص المجرمين مشعلين الحرب وسارقي قوت الناس باسم الدين.
لا للحرب ونعم للسلام.