رأي

نجم الدين دريسة يكتب: الاستخبارات العسكرية زراعة الفتن وصناعة الصراعات القبلية والإثنية

لم يعد الأمر خافيًا عن الناس حيث بات كل الشعب السوداني يعلم تمامًا أن جهاز الاستخبارات العسكرية التابع للجيش هو الضالع في إثارة وتغذية كل الصراعات القبلية والإثنية الدامية في إقليم دارفور. ليس هذا فحسب بل يعمل على إفشال حتى اتفاقيات ومعاهدات الصلح ووقف العدائيات التي ظلت تتم بين القبائل، والتي لعبت فيها قوات الدعم السريع أدوارًا متعاظمة من حيث إلزام الأطراف بوقف القتال ودفع الديات والتعويضات وجبر الأضرار لأسر الضحايا حقنًا للدماء ودعمًا للتعايش السلمي.

وبالطبع ما تقوم به الاستخبارات العسكرية والجيش هو عمل يشبه تمامًا طبيعة تكوينها الاستعمارية التآمرية حيث ظلت -طوال تاريخها منذ قوات دفاع السودان 1925م قبل نشوء الدولة السودانية بنحو ثلاثة عقود من الزمان- تمارس العنف والقتل ضد الشعوب السودانية، وخاصة المناطق الهامشية. وهذا الأمر يعود إلى طبيعة تكوين هذه الجيش الذي أدمن الصراع مع شعوب الهامش ليظل محتكرًا كل أدوات العنف ومستأثرًا بالسلطة والثروة، بل صار يعمل دومًا على ضرب الهامش بالهامش وخلق الصراعات الاجتماعية والحروب الأهلية أو ما يعرف بسياسة فرق تسد عبر الاستقطاب والاستقطاب المضاد لخلق جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي.

على نفس النهج الذي أشعلت به حرب 15 أبريل 2023م، وبذات الطريقة التي ظل يمارسها جهاز الاستخبارات العسكرية سيئ الذكر والذي يقوده عناصر من خلفيات إثنية محددة ومعلومة تقوم بتأجيج النزاعات وتنشط في إثارة الفتن ونقل الصراعات بعيدًا عن مناطق “شندي ومروي وعطبرة” وهي مدن تعتبر مقدسة بحسب نظرة جيش ونجت أو أزيال الاستعمار وبقايا الشركس والأرناؤوط والألبان والمتحالفين معهم من المتخاذلين من حركات الارتزاق المسلحة التي رهنت إرادتها لمليشيات جيش الفلول المختطف بواسطة جماعات الهوس الديني لنقل المعركة للفاشر. وظل مني وجبريل يعملان علي تنفيذ مخطط الاستخبارات عبر التعبئة الإثنية، ولكن قوات الدعم السريع واعية تمامًا ومدركة لهذه المؤامرات وهي قادرة على إبطال مفعولها لأنها قوات قومية. والسواد الأعظم من المكونات الإجتماعية في السودان تساند قوات الدعم السريع من أجل التغيير والتحرير واسترداد الدولة المختطفة رغم رعونة وغباء الفلاقنة.

هذه المرة نقولها بالصوت العالي والداوي لقيادة الدعم السريع بضرورة نقل المعارك إلى فراديسهم.. وضرورة تصعيد العمليات العسكرية في كل جبهات القتال ودخول المناطق الثلاثة المقدسة “شندي ومروي وعطبرة” لا يوجد مبرر للاحتفاظ بالقوة أكثر من ذلك، وبالطبع إن قوات الدعم السريع حتى هذه اللحظة لم تستخدم سوى أقل من (30%) من قدراتها العسكرية والقتالية، ويجب أن تمضي قوات التحرر الوطني بحزم وعزم في وجه غلو الجماعات الإسلاموية والمتحالفين معها وضرب معاقلهم والقضاء على شأفة التطرف والإرهاب وإعادة بناء وتأسيس المشروع المدني الديمقراطي بما يحقق التوافق والتراضي بين كل الشعوب السودانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى