قالت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية، في تصريح صحفي، الأربعاء، إن الجيش السوداني ظل يواصل ارتكاب جرائمه البشعة ضد المدنيين بإصرار وتعمد، وذلك في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو منبر جنيف، الذي أصبح امتدادًا لمنبر جدة، لضمان حماية المدنيين في السودان وتحقيق السلام الدائم.
واعتبرت استهداف الطيران الحربي لمستشفى الضعين التعليمي أمس الثلاثاء، جريمة ضد الإنسانية، إضافة إلى كونه “ليس إلا دليلًا إضافيًا على استخفاف القوات المسلحة بالقوانين الدولية والإنسانية، وضربها عرض الحائط بكل الجهود الدولية الساعية لتحقيق وقف دائم للعمليات العدائية وضمان حماية المدنيين”.
ودعت إلى محاسبة “جميع من شارك في التخطيط أو التنفيذ لهذه الانتهاكات البشعة التي طالت المدنيين”.
وأوضحت الوكالة، أن طيران الجيش استهدف إضافة للمستشفى، مدرستي الأم الثانوية والخنساء، اللتين تأويان نازحين، مما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية جسيمة.
وأكدت أن الهجوم أسفر عن استشهاد 8 نساء وطفل في المستشفى، بالإضافة إلى فقدان اثنين من الكوادر الطبية، وهما: سبيل محمد (ممرض) وابتسام محمد عيسى (ممرضة). كما أصيب أكثر من 19 شخصًا من المرافقين بجروح متفاوتة.
“عدوان سافر”
وأضاف تصريح الوكالة، أن الهجوم أدى كذلك إلى تدمير عدة أقسام من المستشفى، بما في ذلك قسم العناية المركزة، الباطنية، الدرن، والصحة النفسية، فضلاً عن تحطيم معظم نوافذ المستشفى والمباني المجاورة.
ودانت الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية استهداف الطيران للمنشآت المدنية، ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية للتحرك الفوري لإدانة ما اسمته بـ”العدوان السافر”. كما طالبت باتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان حماية المرافق الصحية، ومراكز الإيواء، ومعسكرات النازحين من أي تهديدات مستقبلية.
وقالت إنها ستعمل مع المؤسسات المدنية والمنظمات الدولية والسودانية العاملة في المجال الإنساني عامة والمجال الطبي خاصة، لضمان حماية العاملين في المجال الإنساني دون تمييز.
جدير بالذكر، أن طيران الجيش كثف غاراته الجوية على مناطق مأهولة بالسكان، آخرها قصف مستشفى الضعين التعليمي والطويشة والفاشر والحصاحيصا، وذلك تزامنًا مع مفاوضات جنيف. ونتج عن هذه الغارات، قتلى بين المدنيين، وتدمير منازل، وتخريب للبنية التحتية بما فيها الجسور والمستشفيات.
