رأي

إبراهيم مطر يكتب: أخفوا آثار الجريمة.. وصية البرهان لجنوده بعد فض اعتصام القيادة!!

سبق خطاب قائد قوات الدعم السريع التاريخي أمسية الأربعاء ضجة كبيرة على وسائط التواصل الاجتماعي، جاءت كردود أفعال على خلفية تهديد أحد “غلمان” الحركة الإسلامية لمناصري ثورة ديسمبر المجيدة بالقتل والاعتقال، في دولة خلافة الحركة الإسلامية المزمع إنشاءها في الشرق والشمال، بعد هزيمة قوات الدعم السريع، الأمنية التي يتعامل معها إخوان السودان كواقع ملموس.

وعلى الرغم من أن “الغلام” المذكور اضطر بعدها لإنكار ما سمعه عنه الناس، تحت ضعظ الرفض الواسع لما تفوه به من كلمات، فقد أوصل السودانيون رسالة للحركة الإسلامية وجيشها بأن ثورة ديسمبر باقية وستنتصر، كما يؤكد الوسم الذي انتشر على الوسائط، بكثافة أذهلت من ينتظرون جثة ديسمبر على الضفة الأخرى.
ولما كان الفصل الأكثر حزناً في مشهد ديسمبر هو فض “اعتصام القيادة العامة” بوحشية ربما لم تشهدها كامل القارة الأفريقية في حروبها التي امتدت لسنوات، فقد كان ما جاء على لسان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو في خطابه للشعب السوداني عن دور البرهان الرئيسي في هذه الجريمة لافتاً، كون حديثه يفسر الوحشية التي تمت بها، بدافع من حقد مكين على الثورة والثوار، لا تحتمله إلا نفوس إخوان الشياطين هؤلاء، من عضوية الحركة الإسلامية.

أقر قائد قوات الدعم السريع في خطابه بنجاح الحركة الإسلامية في خطة تقديم “البرهان” للسلطة بعد الحادي عشر من أبريل 2019، وبنجاحها كذلك في فض الاعتصام، في يونيو من ذات العام.
وكشف “حميدتي” في خطاب مسجل وجهه لجماهير الشعب السوداني تم بثه مساء الأربعاء، عن عدد من خفايا حرب أبريل وما قبلها، تتعلق بدور قائد الجيش الرئيسي في جريمة فض اعتصام القيادة العامة، تنفيذاً لتعليمات الحركة الإسلامية التي قال إنها “تدير المجلس العسكري والمعركة الآن”. وتابع: (عندما رُفع التمام للبرهان بعد فض اعتصام القيادة العامة بناءً على تعليماته رد عليهم قائلاً “أخفوا آثار الجريمة”، وكان يقصد المعدات والأواني المنزلية والمولدات وغيرها، مما كان موجوداً داخل خيام المعتصمين، وبالفعل تم إخفاء آثار جريمة الجيش في مقر الفرقة السابعة مشاة، والاستطلاع داخل القيادة العامة، بتوجيهات مباشرة من عبد الفتاح البرهان).
وقال “حميدتي” إن الحركة الإسلامية عادت بالفعل للسلطة عقب انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر، وأنه اختلف مع قادة الانقلاب – ومنهم البرهان – منذ اليوم الثاني له، وظلت الحركة الإسلامية منذ ذلك الحين، تقود الأحداث بصورة مباشرة عبر قادة الجيش.

تكمل كلمات قائد قوات الدعم السريع الصورة إذن، وتظهر طبيعة الصراع كما هو في الحقيقة “حزب راديكالي مسيطر على قرار الجيش ويمتلك مليشيات مسلحة، يريد أن يحكم عبر الجثث والجماجم”، مما يضع السودانيين أمام خياران لا ثالث لهما، فإما قتاله بالمدفع والبندقية، والتحرر عبر القضاء عليه بصورة تامة، أو العيش تحت أحذية هؤلاء الفقهاء القتلة إلى ما شاء الله، بعد أن تتحول مدن بورتسودان وعطبرة لمقاطعات تتبع لداعش، كما حدث في الرقة السورية والموصل العراقية، بعد أن أحكم شذاذ الآفاق من القتلة الملتحين سيطرتهم عليها.
يضع حميدتي السودانيين في الصورة، ويبين لهم حجم المصاب، وما يتطلبه الأمر من نضال ومن تضحيات لإنقاذ الوطن من براثن الضباع، ويفتح أعينهم على استعداد الحركة الإسلامية لبيع كل شئ للأجنبي، وإن أول ما يبيعونه هو دماء بني جلدتهم، فدخلت جبهة مقاتلي التقراي الحرب إلى جانب الجيش، وكذلك الجبهة الشعبية لتحرير أريتريا، ولفيف من المرتزقة الأجانب، وانكشفت حقيقة أن طيران الجيش المصري ظل ينفذ الغارات الجوية على المدنيين في السودان، ما أدى لقتل المئات وجرح الآلاف، وجاء رد الخارجية المصرية العدائي الذي خاطب قوات الدعم السريع بالمليشيا مؤكداً لما اتهمها به “حميدتي”، من الولوغ بصورة مباشرة في دماء السودانيين، أسوة بالجيش المخصي لصالح الحركة الإسلامية.

وعلى الرغم من أن الأيام القادمة لن تحمل سوى التصعيد في الغالب، فقد عرف العدو، وحجم المؤامرة على السودان، ومصيرية الحرب التي فرضوها عليه، وأرادوها حرب وجود، و”مرحبتين حباب الشر محل ما بتق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى