لما يئس الجيش السوداني المتحالف مع مليشيات الحركة الإسلامية في تحقيق نصر بائن على قوات الدعم السريع بعد عامين من الحرب، عمد إلى الكذب واختلاق الانتصارات المتوهمة، فأغرق إعلام الإخوان وسائط التواصل الاجتماعي بالأخبار الكاذبة عن فك الحصار عن سلاح الإشارة، ولما كان حبل الكذب قصيراً فسرعان ما خرجت فيديوهات لقوات الدعم السريع في الخرطوم بحري وبالقرب من سلاح الإشارة ومن مطار الخرطوم ما جعل من أخبار الغرف الإعلامية المختلقة أثراً بعد عين.
وما حدث أن نفراً من كتائب الحركة الإسلامية، تسللوا إلى بعض الأحياء التي تشهد اشتباكات متفرقة في الخرطوم بحري للتصوير، بغرض رفع الروح المعنوية لقواتهم المنهارة، وكيما تمنح الفيديوهات – المختلسة هذه – أكاذيبهم قدرة أكبر على الإقناع، في سلوك جربه السودانيون لعقود حين كانت حلقات برنامج “في ساحات الفداء” التلفزيوني، تصور في جناين “الجديد الثورة”، لتوهم السودانيون بانتصارات سراب، لم يتم اكتشاف حقيقتها إلا حين أجبر الجيش الشعبي لتحرير السودان، جيش الحركة الإسلامية على توقيع اتفاق أدى لاستقلال الجنوب، وتحرره بالكلية من استعمار الإخوان للشعبين شمالاً وجنوباً.
وبخلاف ذلك فلا شيء يذكر، سوى أنهم أدخلوا إحدى القنوات الإخبارية العربية الموالية لهم في حرج بالغ، اضطرت معه للتراجع عن خبر فك الحصار عن سلاح الإشارة. وهو حال مشروعهم الحضاري “الأكذوبة”، القائم على ارتكاب الجرائم والانتهاكات واعتماد البطش من اعتقال وتعذيب وإعدام، لتمكين قلة مجرمة جبانة، من التحكم في مصير السودان.
وبالاستماع لكل هذه الأوهام، تجد أن جرأة مطلقيها على الكذب لا تستشعر الحرج، كونهم اعتادوا التعاطي مع ما هم فيه من مظاهر الرخص، وموجبات الخزي والعار بعادية يحسدون عليها، فلا يكاد يظهر عليهم التأثر بشيء من ذلك. وهي عادة عيال “حاج نور”، ومن هم على شاكلته من عضوية الحركة الإسلامية في المنافي من لايفاتية الجيش، فضلاً عن “نساء سوء”، تحولن من بيع لحمهن، إلى بيع الأوهام لصالح جهاز أمن الحركة الإسلامية، والذي كثيراً ما اعتمد في غرفه الإعلامية على عاهرات – معلومات العهر – من داخل التنظيم ومن خارجه، فالله المستعان على ما يصفون.
إن الشهادات الحية عن سوق الدعارة المفتوح في معسكرات تدريب النساء للقتال إلى جانب الجيش، تنبئك عن تلك الفئة. عن أخلاقها ومدى ما يمكن أن تصل إليه من بشاعة، يغذيها حقد معلوم على السودانيين، ويمضي إخوان الشياطين في محاولة تحويل السودان إلى إمارة “داعشية” بامتياز، ابتداء من القتل على الهوية والإثنية والذبح وقطع الرؤوس وبقر البطون، وحتى استغلال حرائر السودان جنسياً في معسكرات التدريب فيما يشبه جهاد النكاح، مما يأنف منه السودانيون أشد الأنفة، خاصة بعد ما شاع عن جرائم “داعش” المتحالفة مع كتائب البراء بن مالك، وإجبار مقاتليها من صغار السن على الممارسة الجنسية الشاذة، وحتى زواج الرهط من امرأة واحدة، بعد أن جوزوه، لقلة عدد الداعشيات من النساء عندهم، وعن فضائح إخوان السودان حدث ولا حرج.
إن المصيبة التي حلت على السودان باندلاع حرب الخامس عشر من أبريل كبيرة، لكنها أقل شأناً بكثير مما قد يحدث إذا قدر لهؤلاء القتلة الانتصار. ولكم العبرة والمثال أيها السودانيون في جريمة إعدام العشرات من خدام التكايا في شمبات وكذلك جرائم القتل على الهوية في كنابي الجزيرة، وقتل العشرات من عضوية لجان المقاومة وتكديسهم في “حوش” بود مدني، وما البشاعة في تلك الفيديوهات التي صورها القتلة وانتشرت بكثافة، إلا رأس جبل الجليد مما سيرتكبه الإخوان في حق السودانيين من جرائم إذا استقام لهم الأمر، ولو في أصغر جزء من أرض السودان.
تنتهي حرب الخامس عشر من أبريل عند “علي كرتي” وكتائبه من الملتحين بالاستيلاء على الخرطوم وولاية الجزيرة و”حريقة في باقي السودان” كما يقولون. لكن تعقيدات الحرب نفسها وتعدد الأطراف التي تقاتل إلى جانب الجيش، والمستجدات الدولية المستقبلية غير المحسوبة، وقبل كل هذا وذاك ردة فعل الدعم السريع وعقيدة مقاتلية في تحرير السودان، لن تمكن الحركة الإسلامية من السيطرة الكاملة على مقاليد الإمور في مناطق سيطرتها، ولو تظاهرت بغير ذلك. وهناك مشكلة الحركات الدارفورية المسلحة، وانتشارها في مناطق الشرق والشمال، وسط حملة إعلامية عنصرية – تدار من قبل نافذين في السلطة بورتسودان – مناهضة لوجودها، فضلاً عن المرتزقة الذين جلبوا من دول الجوار، وكلها “ألغام” ستعترض طريق الحركة الإسلامية المليء بالجثث والدماء والجماجم، في محاولتها لإقامة دولتها الثانية في السودان.
“إخوتنا التقراي عازمون على نصرة الإسلام في ولاية الجزيرة”، قال ضابط سوداني وهو يشير إلى عدد من المرتزقة الأثيوبيين كانوا واقفين بجواره. فانظلقت هتافات التكبير دون أن يسأله أحد عن أي إسالام يتحدث وعن أي تقراي، أو عن ما هي العلاقة بين التقراي والجزيرة. لكنها حرب الخامس عشر من أبريل حرب الإخوان القذرة التي لم يوفروا فيها خبثاً ولا سوء طوية فكان أغلب ضحايا مجازر كتائب على كرتي الإرهابية من المدنيين. ألا لعن الله إخوان الشياطين.
71 3 دقيقةقراءة