رأي

قادم أحمد قادم يكتب: أشاوس قوات الدعم السريع.. حيا الله الأبطال

على مدى يومين متتاليين ظلت غرف الحركة الإسلامية الإعلامية وأبواقها تملأ وسائط التواصل الاجتماعي بأخبار زائفة، وتغرق الفضاء الإسفيري بمعلومات مضللة عن انتصارات “متوهمة” لمليشيات الحركة الإسلامية التي تحالف معها الجيش. قالوا إن معركة الخرطوم في نهاياتها، وأنهم استطاعوا التوغل حتى دخلوا القصر الرئاسي وحرروه، وقالوا إن قوات الدعم السريع قد سُحقت بالكامل وهي في طريقها للهروب، وإن حرب أبريل نفسها قد شارفت على النهاية، وإنهم باتوا الآن في مرحلة ما قبل إعلان النصر الكامل على قوات الدعم السريع. لكن ما إن تجمع أيها القارئ شتات ما نثروه من أكاذيب، وتضعها إلى جانب بعضها البعض، حتى يتبين لك زيف ما كانوا يدعون، فقد كانت معلومات متفرقة لا رابط بينها بل ويناقض بعضها البعض، قبل أن تخرج الفيديوهات من داخل القصر الجمهوري، ومن مطار الخرطوم، ومن عدة نقاط مهمة في داخل العاصمة، تؤكد سيطرة قوات الدعم السريع عليها، وتقضى على أكاذيب ظلت حديث الناس لثمان وأربعون ساعة، وكما تقول الحكمة السودانية الباذخة فإن “حبل الكذب قصير”، و”إن الكضب عشاك ما بفطرك”.

لكن بالطبع كان لهذه الضجة الإعلامية والصراخ الهستيري سبب ومسوغ عند إخوان الشياطين، هو تلك الهزائم المذلة في معارك موقف “شروني” والتي استمرت ليومين، تراجع فيها الجيش لحدود سيطرته في العام الماضي، وقتل في تلك المعارك من مجرمي الحركة الإسلامية ما شرح صدر السودانيين، وأدخل الراحة في قلوبهم حين أثبتت قوات الدعم السريع إن القضاء على إخوان السودان القتلة ممكن، وأن إزالتهم من أرض السودان هي مسألة وقت ليس إلا، وإن تحالفت معهم شياطين الإنس والجن. وسطر الأشاوس في تلك المعارك من البطولات ما أضاف أبعاداً جديدة لمعاني البسالة والتضحية والفداء، وشفى صدور قوم مؤمنين.
أعلنت مليشيا غاضبون صنيعة الاستخبارات العسكرية للجيش المسيس عن مقتل أربعة من عناصرها، وامتلأت صفحات الوسائط بنعي العشرات من جنود الفرعون “كرتي”، ورفاقه من الملتحين القتلة، ومعلنة كذلك عن هلاك العشرات من عناصر مليشيا البراء بن مالك. بل قُتل قائد عمليات سلاح المدرعات نفسه في تلك المعارك، فعن أي نصر تتحدث مليشيا إخوان الشياطين وجيشها المزعوم؟

في خطابه الأخير قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو أن السابع عشر من رمضان يوافق التاريخ الهجري لذكرى تأسيس قواته، ملمحاً دون تصريح إلى أن ثمة ما سيحدث في ذلك التاريخ الذي كرره وأكد عليه، وهو ماكان حينما دخل شاوس الدعم السريع “أم المعارك” في الخرطوم في السابع عشر من رمضان الموافق للسابع عشر من مارس الجاري، وعلى مدى يومين صبروا فيها عند اللقاء، وكان ديدنهم الإقدام والثبات، ففتح الله على أيديهم، وأذل أعدائهم وهم يولون الدبر، ويستمرون في حربهم عبر الأكاذيب، فيما انخرط آخرون في كتابة امنياتهم ونشرها على أنها أخبار أو مواد صحفية، ومنهم من اكتفى بالإساءات والشتائم من مأمنه البعيد “فمرحى بمن يتحصن بالأبواب ويقاتل بالسباب”، كما قال المتنبئ في هجاء ضبة ابن اخت فاتك الأسدي.
إن مسيرة الدعم السريع ماضية إلى غاياتها بعزم الأشاوس الأبطال، الذين كتبوا ويكتبون بدمائهم وعرقهم تاريخاً جديداً للسودان، ينعم فيه السودانيون بالحرية وبالحقوق على أساس المواطنة بلا تمييز، لا يردعهم في ذلك رادع، ولا تخيفهم تخرصات الخونة ،ولا عنصرية العنصريين، ومهما علا صوت سواقط المجتمع، وسقط المتاع.
واثقون نحن من قوات الدعم السريع التي تقاتل لأجل كرامة السودانيين عن حق ودون زيف، إذ لم يحدث أن اجتمعت كرامة الإنسان السوداني مع حكم الإخوان السودان خلال ثلاثون عاماً، هي الوقت الذي جثم فيه الملتحين القتلة على صدر السودانيين، فسمعنا في عهدهم بتزايد نسب اغتصاب شيوخ الخلاوي لطلاب القرآن، واغتصابات اليفع في رياض الأطفال، وأخرج أحد الإخوان تسعيرة لفض غشاء بكارة السودانيات العذارى بمبلغ خمسين ألف جنيه للواحدة، في قضية شهيرة احتلت عناوين الصحف لأشهر، لتنتهي المحاكمة الزيف بهروب المتهم صاحب التسعيرة هذا، بعد أن فتحت له أبواب المطار ليغادر البلاد.

شباب السودان الذين يقاتلون في صفوف الدعم السريع اليوم هم فرسان هذا الزمان بلا منازع، صمدوا في وجه الرصاص والمدافع والطائرات التركية المسيرة، والسلاح الكيميائي المستورد من إيران، والتمويل القطري، والخسة المصرية، ولم يلقوا بالاً لخطاب الكراهية والعنصرية النتن الذي صار شيمة الكثير من السودانيين ممن حركت فيهم خيانة الجيش لواعج شجون مكبوتة، تجنح للتعالي والتشفي والانتقام، وصمد الأشاوس في وجه الغدر المفاجئ، وقذارة إخوان الشياطين وحربهم الجبانة، فلهم منا المحبة والتحية والتقدير، ولأرواح شهدائهم الطاهرة الرحمة ووريف الجنان، شفا الله جرحاهم، وحيا الله الأبطال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى