أخبارتقارير وتحقيقات

جهود تجنب الانفصال بلا فائدة .. “الاوروبي” لبريطانيا : فات الآوان

بروكسل : رويترز

أهاب توني بلير بالبريطانيين أن “ينهضوا” ويعطلوا انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي أو حتى التخفيف من شدته غير أن الأمر لم يعد فيما يبدو بأيديهم .. إذ أن كثيرين من الأوروبيين يريدون الاستمرار في مسيرة الانفصال.

فبعد الاستفتاء الذي قرر فيه البريطانيون الانفصال عن الاتحاد الأوروبي في يونيو الماضي أصر الزعماء الأوروبيون وقد أصابهم الذهول أن بوسع البريطانيين تغيير رأيهم.

وربما شجع ذلك أمثال رئيس الوزراء البريطاني السابق بلير الذي خرج الأسبوع الماضي ليتحدى خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تقضي ببدء عملية الانفصال الشهر المقبل وتحقيق الانفصال خلال عامين أيا كان ما يعرضه الاتحاد الأوروبي.

ومع ذلك فمهما كانت الآمال في ظهور عقبات قانونية أو صحوة من الناخبين فإن الجو السائد بين بقية الدول الأعضاء في الاتحاد تغير تماما. وفي حين أن الباب لا يزال مفتوحا من الناحية الرسمية أمام بريطانيا للبقاء في الاتحاد فإن كثيرين في القارة الأوروبية لا يرحبون الآن بالرجوع في قرار الانفصال.

وقال دبلوماسي أوروبي كبير “هذه الحافلة انطلقت.”
وأضاف “ما من أحد سعيد بذلك. لكننا تحركنا وآخر شيء يريده أي واحد الآن هو إعادة فتح الموضوع برمته.”

ومن المؤكد أنه لا أحد يريد التنبؤ بأي قدر من الثقة بالنتيجة النهائية لعملية الانفصال في ضوء الانتخابات الصعبة المقررة هذا العام في فرنسا وألمانيا واهتزاز المشهد السياسي في مختلف أنحاء المنطقة بسبب الحركات الشعبوية الصاعدة.

ويشترك في هذا الرأي دبلوماسيون من عدد من الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 دولة وبعض مسؤولي الاتحاد.

وحتى بين الحلفاء الذين سيخسرون أكثر من غيرهم من جراء الانفصال لا يدور حديث يذكر عن التراجع. وقال دارا ميرفي وزير شؤون أوروبا في الحكومة الايرلندية في منتدى في دبلن أبدى فيه كثيرون مخاوفهم على الاقتصاد الايرلندي “علينا أن نقبل القرار أن الانفصال سيحدث.”

ومن المفوضية الأوروبية يرصد البعض أيضا نبرة أكثر تشددا تحذر من يريدون في بريطانيا الانفصال السلس الذي تحدثت عنه رئيسة الوزراء ماي في الشهر الماضي أو التراجع عن “الانفصال الصعب”.

وقال جان كلود يونكر رئيس المفوضية الأسبوع الماضي متهكما إن التردد لا يجوز فإما أن تظل بريطانيا عضوا أو تنفصل.

وقال جايلز ميريت رئيس مؤكز فريندز أوف يوروب (أصدقاء أوروبا) للأبحاث في بروكسل “الجو السائد في بروكسل … ازداد تشددا فعلا خلال الأسابيع القليلة الماضية.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى