الجماهير : صحافة عالمية
تساءلت صحيفة نيويورك تايمز: “هل ستنزلق إيران إلى الفوضى؟” وأشار كاتب المقال كريستوفر دو بيليغيو، الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا، إلى أن إيران منذ بداية هذه الألفية كانت جزيرة هادئة وسط أمواج من عدم الاستقرار والعنف.
فها هي أفغانستان جارتها إلى الشرق انزلقت في الفوضى بعد الغزو الأميركي لها عام 2001، والعراق على حدودها الغربية عانى المصير نفسه بعد عام 2003، وبعد ثماني سنوات اندلعت الحرب الأهلية السورية عام 2011.
وذكر الكاتب أنه بالرغم من أن إيران الشيعية شاركت في الصراعات التي نشأت في هذه الدول الثلاث، بإرسال الجنود والمال والأسلحة لتأجيج القتال ضد خصومها السنة وداعميهم في الخليج، فإن أراضيها ظلت دون مساس.
ويرى كثير من الإيرانيين أن أي نقص في الحرية السياسية أو الاجتماعية في الجمهورية الإسلامية هو ثمن مستحق الدفع من أجل دولة آمنة، وكانوا يخشون اليوم الذي ينتهي فيه هذا الأمن.
وألمح الكاتب إلى أن هذا اليوم ربما كان السابع من يونيو الجاري عندما وقعت الهجمات الانتحارية في طهران، التي قتل فيها 17 شخصا بالإضافة إلى المهاجمين الستة وإصابة أكثر من أربعين آخرين، وانكشف زيف فكرة أن الجمهورية الإسلامية بعيدة عن القتل الطائفي بعد أن تبنى تنظيم الدولة مسؤوليته عن الهجمات.
“الخوف الآن هو أنه إذا تعرضت إيران للمزيد من الهجمات الجهادية، فإن المواقف تجاه السنة -لا سيما الأقلية الموجودة فيها- ستتأزم”
نظرية المؤامرة
وأشار إلى مسارعة الحرس الثوري الإيراني، بغموض متعمد، إلى اتهام السعودية والولايات المتحدة، ورأى ذلك وقودا للإيرانيين المؤمنين بنظرية المؤامرة الذين يعتقدون بأن تنظيم الدولة هو صنيعة خصمها السني الرئيسي وخصمها الغربي الرئيسي. ورأى الكاتب أن بيان الحرس الثوري الذي اتهم السعودية بهجمات الأربعاء يجب أن ينظر إليه في إطار تصاعد التوتر الإستراتيجي بين طهران والرياض.
وشكك الكاتب في توقعات قادة إيران ووسائل إعلامها بتدمير تنظيم الدولة في معاقله بالعراق وسوريا، كما لو أن هذا سيؤدي إلى إنهاء مشكلة العنف الجهادي.
وقال بيليغيو إنه حتى لو تم القضاء على التنظيم أو تم حله فإن قدرته على الإلهام وارتكاب الفظائع لا تزال كبيرة، ولن يتطهر الشرق الأوسط من المشاعر المعادية للشيعة التي نشرها تنظيم الدولة، والتي ستختبر الجمهورية الإسلامية لسنوات قادمة.
وأضاف أن الخوف الآن هو أنه إذا تعرضت إيران إلى المزيد من الهجمات الجهادية، فإن المواقف تجاه السنة -لا سيما الأقلية الموجودة فيها- ستشتد.
وألمح الكاتب إلى أن هجوم طهران سيؤثر سلبا على إيران داخليا وخارجيا، وأشار إلى انتقاد الإصلاحيين بالفعل لدعم إيران للطاغية العلماني في سوريا، وأن هذه الانتقادات قد تنمو.
وختم مقاله متسائلا: هل إيران -التي أدت تدخلاتها العسكرية في المنطقة إلى الصراع مع تنظيم الدولة في الوقت الذي زادت فيه حدة التوترات مع السعودية- تتجاوز قدراتها؟