أخبار

عربي يكتب.. “الثورة” ليست نتاج الصدفة أو الأمنيات

محمد حسن عربي-  المؤتمر السوداني

ليس هناك ما هو أكثر سهولة وأقل تكلفة من رفض الفرص المتاحة للمقاومة على الصعيدين السياسي و الدبلوماسي، والتمسك بشعارات غير مسنودة بأفعال ملموسة على الأرض ذات جدوى لأغراض التغيير.

هناك تصور عن التغيير، يقوم على أساس خروج الجمهور إلى الشارع ، فى ثورة شعبية للإطاحة بنظام الحكم؛ على خطى اكتوبر و أبريل وعلى نسق ثورات الربيع العربي التى افلحت فى إنهاء حكم ثلاث حكام على الأقل.

هو تصور محمود و نعمل نحن من أجله مع الراغبين فى هذا الطريق ، غير أن مثل هذا السيناريو يتطلب جهدا كبيرا فى تنظيم المواطنين والمواطنات ، وفى حملهم على الالتفاف حول برنامج بديل لنظام الحكم الحالى الذى ولد بلا صلاحية.

وهذا الواجب المنزلى الشاق الحلقة المفقودة بين الشعارات و النتيجة طوال ثلاث سنوات ، فالثورة ليست من نتاج الصدفة او الأمنيات.

وهى ليست محصلة تلقائية فى لعبة الخير و الشر، إنما هو نناج منطقى للافعال، وهى أيضا المرآة العاكسة للحقائق على الأرض.

لذلك أعتقد أن العمليات التمهيدية التى تتم فى الفناء الخلفي للمقاومة بغرض إنجاز عملية تسوية سياسية للحرب في دارفور والمنطقتين، بقدر ما تضع امامنا تحديات فإنها تطرح فرصا يمكن تطويرها لصالح الهدف الاستراتيجى وهو التغيير.

للوصول إلى الهدف النهائي يمكن النظر إلى الطريق بمناظير أكثر اتساعا .

علينا أن نعى اولا إن معركتنا هى معركة نقاط مثل مباريات الدوريات، تنتهى ببطل حاصل على المجموع الأكبر من التقاط فى مشوار يمكن أن يخسر فيه عددا من النقاط بالهزيمة أو التعادل.

معركتنا ليست مبارزة ثنائية تنتهى بالضربة القاضية، وإذا نظرنا إلى مافى رصيدنا من نقاط منذ ١٩٨٩م وحتى اليوم يجب أن نشعر بالرضا لاننا نبلى بلاءا حسنا،وبالتحفيز لأننا يمكن أن نكسب الدرع بتطوير الايجابيات و تلافى السلبيات .

نواصل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى