ملفات

موكب الرحيل الرابع.. امدرمان فوق البركان، “البقعة” تلقن نظام البشير درساً قاسياً

امدرمان : خالد فتحي

 لقنت امدرمان  نظام البشير درساً قاسياً واظهرت الجماهير الثائرة بسالة نادرة في مواجهة ترسانة النظام الامنية وتدفق الاف المتظاهرين كـ”سيل جارف ” الى الشوارع في موكب الرحيل الرابع الذي دعا له تجمع المهنيين السودانيين ويعد الاضخم من نوعه بالعاصمة الخرطوم منذ بدء المواكب السلمية بالخرطوم في 25 ديسمبر الماضي. وحطمت طلائع الموكب الطوق الامني الطوق الامني ووصلت لمشارف البرلمان. 

انطلقت شرارة الموكب بموقف الشهداء امدرمان عند الساعة الواحدة ظهراً لكن الشرطة تدخلت لتفريقه بعنف إلا أن المتظاهرين تجمعوا مرة اخرى بشارع الدكاترة، والتحموا بموكب اخر انطلق من سوق امدرمان لكن الشرطة تدخلت ايضاً لضربه بعنف لكنها فشلت امام إصرار وبسالة المتظاهرين الذين لم يأهبوا مطلقاً والشرطة والامن يلاحقونهم بالبمبان تجمعوا مرة اخرى وتوغل الى شارع الاربعين متوجها الى صينية المهندسين بامدرمان. 

الالاف يتدافعون الى الشوارع متسلحين بالبسالة وسط هتافات مدوية وزغاريد النساء والشرطة ترد بعنف ووقوع مصابين 

وانقلبت الموازين تماماً بعد تدفق الحشود  من الاحياء القريبة الى شارع الاربعين وشارع الموردة واغلق المتظاهرون الطريق بالمتاريس والحجارة تحسباً لمباغتهم بعربات الشرطة والامن من الخلف، وهتفوا عالياً  :”حرية وسلام وعدالة، والثورة خيار الشعب.. سقطت سقطت ياكيزان ..سقطت سقطت علي عثمان .. اي كوز ندوسو دوس مابنخاف، مابنخاف.. سلمية سلمية”، وغيرها من شعارات الثورة وسط الزغاريد والتصفيق.   

وفيما يشبه عملية الخداع والتمويه ، غضت الشرطة الطرف عن الموكب في اول الأمر حتى وصل قبالة حي ابوكدوك بعد تضاعف عدده بطريقة لافتة، وسرعان مابدلت موقفها وبدأت في اطلاق زخات البمبان بكثافة على الموكب لكن المتظاهرين اظهروا بسالة نادرة في الصمود ورشقوا شاحنة للشرطة بالحجارة . 

طلائع الموكب يحطمون الطوق الامني  ويصلون لمشارف البرلمان ويرددون السلام الجمهوري

وحاولت الشرطة والامن تطويق الموكب من الخلف والامام بعد تجمع اكبر عدد ضخم، لكن المتظاهرين فطنوا للخدعة وتفرقوا في شكل مجموعات صغيرة داخل الاحياء قبل ان يتجمعوا مرة اخرى ويندفعوا الى الشوارع الرئيسية مرة اخرى، وفتح المواطنون منازلهم للمتظاهرين حتى لاتبطش الشرطة والاجهزة الامنية بهم. 

وتحولت التظاهرة الى عمليات كر وفر بين الشرطة والمتظاهرين على طول شارع الاربعين والموردة وحي بانت شرق وغرب والمهندسين وابوكدوك والموردة والعباسية وغيرها امتدت لساعات. واضرم المتظاهرون اطارات العربات في شارع الاربعين قبالة حي بانت، واغلقوا الشوارع الداخلية بالحجارة لمنع توغل الشرطة التي اطلقت البمبان في بعض المنازل. كما أطلقت الرصاص الحي، لمنع المتظاهرين من الوصول إلى مبنى البرلمان، لتسليم المذكرة المطالبة برحيل نظام البشير. 

وتحول الشارع المؤدي الى البرلمان الى ثكنة عسكرية بالكامل، واحتلت مئات العربات التابعة للجيش والشرطة والدعم السريع، الميدان وبعض العربات مزودة باسلحة ثقيلة، قبالة مسجد النيلين ويبدو من هيئة المسلحين فوق العربات انهم قادمون من اماكن بعيدة او قضوا ليلتهم على ظهورها . في حين حرست عربات مسلحة بوابة البرلمان الخارجية.

الشارع المؤدي الى البرلمان يتحول لثكنة عسكرية ومئات العربات تحتل الميدان قبالة مسجد النيلين

غير أن طلائع الموكب  وصلت لمشارف  البرلمان وامام السلاح الطبي امر الجيش الموكل بالوقوف وحاول الامن والشرطة الفتك بالمتظاهرين لكن الجيش تدخل ومنعهم واضطروا للتراجع، وارتكزوا بمكان قريب.  وردد المتظاهرون السلام الجمهوري بصوت عالي وهم يرفعون علم السودان وسط اجواء حماسية والزغاريد والتصفيق. 

مصاب برصاص الأمن في امدرمان

واعلنت لجنة الاطباء المركزية وقوع اصابات خطيرة بمستشفى امدرمان، جراء اطلاق قوات الامن الرصاص على المتظاهرين وقالت :”توجد (4) حالات طلق ناري مستقرة وحالة خطرة تم انعاشها بعد توقف الصدر جراء الاصابة بطلق ناري في الصدر ومازالت الحالة غير مستقرة”. واضافت:” لاتوجد وفيات حتى الان، كما تم التعدي على حرم مستشفى امدرمان باطلاق الغاز المسيل للدموع” 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ