رياضة

(التِّش) جُرحُ المريخ الذي تألم له أهل الهلال

الخرطوم: الجماهير

والرباط المقطوع يُعيدُ بناء العلاقات، يُغَيِّرُ ما ظنَّه الناس من الثوابت. ساعتها يكتب الصحفي الهلالي محمد عبد الماجد، عن (التِّش) واصفًا أنَّه مصباح الكرة السودانية السحري، والمارد الذي يستطيع تحقيق الأمنيات.

“لو إنت ماشي في شاطئ على البحر، قُمتَ لقيت ليك (جُرَّة) أو(قُلَّة) أو (قارورة) زي ما بحصل في أحاجي الحبوبات، وطلع ليك من تلك (الجرة) مارد وقال ليك شُبيك لُبيك، أنا مِلك ايديك، أطلب أي حاجة أحققها ليك، قُمت طلبت (قون) أو طلبت (انتصار) أو (بطولة) واتحققت ليك، أعرف طوالي أنَّ هذا (المارد) الذي خرج ليك من (الجرة) هو محمد حامد التش”.

ما في زول مُمكن يلبي ليك هذه الطلبات غير محمد حامد التش – قون – ضربة جزاء – انتصار – بطولة ، كل هذه الطلبات يملك التش أن يحققها ليك في (رمشة عين).

بين رمشة عين والتفاتة وأثناء المباراة يَسقُطُ التش، حينها كان ود حامد يصول ويجول موزعًا ابداعاته، مواصلًا حمل النجم فوق أكتاف، إبداعه في مباراة المريخ أمام فريق (أوتوهو) الكونغولي، الفريق الذي كان قد زار التش مرماه في مباراة الذهاب وجمع وطرح لاعبيه علي طريقته، وجعل من مهمة عبور المريخ للدور التمهيدي من دوري أبطال أفريقيا سهلًا ومتاحًا.

وفي مباراة الرد بملعب الهلال، مباراة إنتصر فيها المريخ بهدفين، ولكنه خرج مهزومًا بتعرُّض نجمه الأول للإصابة، بتَمزُّقٍ في الرباط الصليبي، قد تتسبب في إنهاء موسم إبداع التش في الملاعب السودانية هذا العام.

كشفت نتائج الفحوصات التي أجراها لاعب المريخ أحمد حامد التش، إصابته بقطع في الرباط الصليبي، إلى جانب غضروف على مستوى الركبة.

وقالت صحيفة (الأحمر الوهاج)، إنَّه – حسب متخصصين – ربما غاب اللاعب عن الملاعب حتى نهاية الموسم.

وكانت إصابة النجم الحريف كافية ليتجاوز الكثيرون صراعات الألوان، بين المريخ والهلال؛ إذ أطلق عضو لجنة التطبيع بين الناديين، رامي كمال، هاشتاق عبَّر فيه عن حزنه على إصابة اللاعب، وتمنياته له بالعودة السريعة للملاعب من أجل معانقة عشاقه، فأكثر لحظات المستديرة حُزنًا، إصابات اللاعبين، فهي تقطع الأنفاس وتحرم الجماهير من المتعة والإبداع.

فيما أعلن نجوم الهلال، كامل تضامنهم مع النجم المصاب، ونسي الجميع في وسائط التواصل الاجتماعي، معركة الأحمر والأزرق، معلنين فقط تضامنهم مع (حلواني) الكرة السودانية.

وأعلن رئيس لجنة المنتخبات الوطنية حسن برقو، عن مساهمتهم في علاج لاعب نادي المريخ والمنتخب الوطني، معتبرًا أنَّ غياب التش، فقد للمنتخب الوطني لما يملكه من مهارة ظهرت بوضوح في مباراتي غانا، بتصفيات التأهل لنهائيات الأمم الأفريقية بالكاميرون. ويتفق الكثيرون على أن اللاعب يمتلك مهارة استثنائية وصاحب قدراتٍ خاصة، كما أنَّه من النجوم الذين
يصنعون الفارق، ويملكون قدرةَ إعادة الجماهير إلى المدرجات، من خلال إبداعاتهم، وبالتالي فتعرضه للإصابة أمرٌ محزن في هذا الوقت، حُزنًا يتجاوز الأحمر، ليلقي بظلاله على الجميع، ممن يهتمون بكرة القدم ويتابعونها.

وربما للتأكيد على استثنائية (التش)، عليك فقط أن تتابع ردود الأفعال على إصابته، ومعدَّل الاهتمام بها، ومن الجميع، استثنائية تتجاوز هنا القدرة على تعديل نتيجة مباراة، أو في تقديم تمريرة هدف، أو الحصول على ضربة جزاء، تظهر هنا فقط في جُرح المريخ، الذي تألم له أهل الهلال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى