تقارير وتحقيقات

الحرب السودانية: مثلث التشدد الديني «داعش والقاعدة والبراء»

تقرير: الجماهير 

بعد مرور أكثر من (16) شهرًا على الحرب في السودان، بدأت تتكشف -شيئا فشيئا- بعض خفايا العناصر والجماعات التي دخلت الحرب في السودان لمناصرة أحد طرفي القتال.

إن إتساع دائرة القتال في السودان، جعل من ميدان الحرب أرضًا مكشوفة لدخول جماعات إسلامية متشددة من جنسيات أجنبية مشهود لها بالتطرف الديني، والتورط في جرائم ترتقي إلى “الإبادة الجماعية” تجاه جميع المجموعات التي لم تتفق مع خطها الإسلاموي.

 حسب الدلائل والمؤشرات، فإن هذه الجماعات دخلت السودان لمساندة الجيش في حربه التي ترعاها الحركة الإسلامية، والتي بدورها فتحت في عهدها الباب على مصراعيه لدخول زعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” ومهدت له الطريق لاستثمار أمواله والاستفادة من علاقاته مع جماعات التطرف الديني.

عناصر إرهابية في حرب السودان:

وفي هذا الصدد، تحدث قيادي سابق في تنظيم القاعدة بالسودان والصومال واليمن، -فضل حجب هويته- لـ«صحيفة الجماهير» قائلًا: إنهم يملكون معلومات مؤكدة  تشير إلى مشاركة عناصر من جماعات إسلامية متشددة بينهم أجانب في حرب السودان التي اندلعت أبريل العام الماضي.

أحد عناصر الكتائب التي تقاتل في صف الجيش- ظهر في مقطع فيديو، مايو الماضي، وهو يمسك بأحشاء مواطن بعد قتله في المناقل
أحد عناصر الجيش- ظهر في فيديو وهو يمسك بأحشاء مواطن بعد إخراجها، مايو الماضي

وكشف القيادي السابق عن أن عناصر من تنظيم القاعدة من جنسيات مصرية ويمنية ومن دول القرن الأفريقي شاركوا كأفراد بجانب الجيش في الحرب السودانية.

لافتًا إلى أن جهاز الأمن السوداني أطلق سراح كثير من السجناء من الجماعات الإسلامية المتشددة عند بدء الحرب، وما زال يحتجز آخرون من جنسيات أجنبية من بينهم السودانيين المتهمين بأحداث منطقة «جبرة» في العاصمة الخرطوم. 

وتعود أحداث «جبرة» إلى سبتمبر 2021م، حين داهمت قوات الأمن السوداني خلية لتنظيم داعش في المنطقة، حيث راح ضحية ذلك خمسة من عناصر جهاز المخابرات الوطني، وتم أسر عناصر من التنظيم الإرهابي.

وأوضح القيادي بالقاعدة، أن العقيدة القتالية لداعش تحرم المشاركة في مثل هذه الحرب، لذلك استبعد مشاركتها كتنظيم. كاشفًا عن أن جهاز المخابرات قدم نداءً لجماعات إسلامية متشددة  كمجموعات أو أفراد، من بينها القاعدة وبوكو حرام، بالمشاركة معها في الحرب ضد قوات الدعم السريع.

كتيبة «البراء» حاضنة للجماعات الإسلامية في السودان:

 بالمقابل، قال أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، الدكتور مصطفى الجميل، لـ«صحيفة الجماهير»، إن تنظيم القاعدة أصبح أقل نشاطًا على المستوى العالمي، وتحول أغلب عضويته إلى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

 وأكد أن علاقة السودان مع الجماعات المتشددة قديمة، وسبق أن تم اتهامه من أمريكا والمجتمع الدولي بإيواء جماعات إسلامية متشددة.

وتابع الجميل، أن مسمى ونشاط كتيبة «البراء بن مالك» يوضح أنها أحد حواضن الجماعات الإسلامية المتشددة في السودان. مبينًا أن وجود جماعات متشددة في حرب مفتوحة الحدود أمر وارد.

العميد العوض محمد العوض ظهر في فيديو ذبح المواطنين غربي الأبيض، أبريل الماضي
العميد العوض محمد العوض ظهر في فيديو ذبح المواطنين غربي الأبيض في أبريل الماضي

وقطع بأن التقارير ومقاطع الفيديو التي شاهدها العالم، والتي تكشف عن القتل وإخراج الأحشاء والتمثيل بالجثث، توضح بجلاء نشاط هذه الجماعات في الحرب السودانية.

ويرى أحد المراقبين للحرب السوداني، أن كل المؤشرات تؤكد مشاركة عناصر من الجماعات الإسلامية المتشددة في الحرب السودانية.

وأضاف: “رغم بشاعة الحرب السودانية التي تجري بين الجيش والدعم السريع، لكن هنالك مقاطع فيديو منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن وراءها عناصر إسلامية أجنبية متشددة مدربة على  عمليات الانتقام”. 

موضحًا، أن “أكل الأحشاء وقطع الرقاب وشرب الدماء” سلوكيات لا يمكن أن يكون وراءها سودانيين فحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى