الخرطوم: الجماهير
يحتفي السودانيون اليوم السبت الموافق 19 ديسمبر بالذكرى الثانية لثورتهم المجيدة، وسط تباين بين القوى الثورية، ما بين مؤيد ودافع للحكومة الإنتقالية، وبين منتقد مطالب بتصحيح مسار الثورة، وطرف ثالث منادٍ بإسقاط الحكومة الإنتقالية.
إجراءات مشددة
واتخذت حكومة ولاية الخرطوم، حزمة إجراءات بشأن مواكب يوم السبت في مقدمتها إغلاق جميع الكباري دون إستثناءات اعتباراً من مساء الجمعة وحتى صباح غدٍ.
ميثاق جديد
وعد تجمع المهنيين السودانيين (مجموعة أحمد ربيع)، في بيان الجمعة، أن حصاد ما يزيد عن العام منذ تكوين هياكل السلطة الانتقالية مخيباً للآمال، وأكد بالمقابل استمرار حيوية وفاعلية المقاومة الجماهيرية، لتصحيح مسار الثورة.
وأشار البيان إلى ما أسماها مخاطر وبوادر ردة تحيط بثورة ديسمبر وشعاراتها، وأكد أنه أكثر عزمًا ومضاءً وتصميم، لاتخاذ موقعه الطبيعي وسط القوى الثورية الحية الحريصة على استكمال طريق الثورة والوصول بها لغاياتها.
وأضاف “آن أوان تلاحم قوى الثورة الحية عبر ميثاق جديد يبني على إعلان الحرية والتغيير ويتجاوز ما به من قصور، تشارك في صياغته وتتبناه كل القوى الثورية ويشكل خارطة طريق نحو تحقيق الحرية والسلام والعدالة ومدنية السلطة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي لشعبنا العظيم”.
ولفت البيان إلى أن بنية نظام البشير الاقتصادية والأمنية لا تزال تنتظر تمام التفكيك، واتهم السلطة الانتقالية بالسعي لمصادرة حيوية الثورة من خلال تعطيل تكوين المجلس التشريعي أو تكوينه كمجلس صوري وتابع لها، وبابتداع ما يسمى بمجلس الشركاء كمحاولة لاحتكار السلطة الفعلية مع التعطيل المتعمد لتشكيل المجلس التشريعي والمفوضيات.
وأضاف “ما زالت العدالة ومحاسبة المجرمين فريضة غائبة فيما ارتدى حلم السلام من جديد ثياب المحاصصة الفوقية البالية، وقد أثبتت تجربة ما يربو على العام من الشراكة مع المجلس العسكري أنه غير جاد في احترام رغبة الشعب في سلطة مدنية حقيقية، باحتكاره السيطرة على ما يتبع له من مؤسسات مالية واقتصادية، وتقاعسه عن واجب إعادة بناء القوات النظامية عقيدة وتكوينا بما يتسق مع مضامين ثورة ديسمبر الظافرة.
واتهم تجمع المهنيين المكون العسكري بالتغول على اختصاصات السلطة التنفيذية.
ضوابط صارمة
والخميس، أقر إجتماع ضم النائب العام ووزير الداخلية ووزير الحكم المحلي ووالي الخرطوم، وعدد من قيادات الشرطة بإداراتها المختلفة، حزمة ضوابط لتأمين المسيرات الإحتفائية بذكري ثورة ١٩ ديسمبر بالسبت.
وأصدر النائب العام حزمة ضوابط معممة الى جميع النيابات، وشملت مصاحبة وكلاء النيابة قوة من الشرطة الأمنية بقيادة ضابط بغرض تأمين المواكب.
ومنع النائب العام بموجب تلك الضوابط قوات الشرطة والقوات الأمنية من إستخدام الرصاص أو الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين.
وحذر النائب العام في ذات الوقت من إستغلال المواكب لتحقيق أجندة تضر بأمن وسلامة المواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
تجديد المواكب
من جهته، أكد عضو حركة لجان المقاومة (حلم)، أحمد بطران، أن مسيرة ذكري ثورة 19 ديسمبر المجيدة يوم غد السبت، تجديد للمواكب التى اسقطت النظام البائد والتي بدأت من الولايات وهتفت “حرية –سلام –وعدالة” لتجديد الثورة وتحسين معاش الناس.
وشدد بطران فى منبر وكالة السودان للأنباء اليوم الجمعة، على أهمية العودة للعمل بالوثيقة الدستورية. وقال إن الثوار قبلوا تحت ضغوط مختلفة ولحقن دماء الشعب السوداني بالشراكة مع العسكريين ومضت المسيرة خلال 18 شهر ولم يتحقق شىء. وطالب بدعم مؤسسات الحكم الانتقالي واستكمال مسيرة البناء وتشكيل المجلس التشريعي، إضافة الى تكوين حكومة كفاءات.
وناشد رئيس الوزراء بتصحيح الأوضاع وفتح الكباري لمواكب مسيرة السبت وعدم الاستخدام المفرط للقوة والاعتقالات لان حراك الغد هو حراك سلمى مدني حضاري ،قاصداً الضغط على الحكومة لتحقيق تطلعات الشعب ،مشيرا الى ان اهداف الثورة صاحية وباقية وستمتد.
دعوة إلغاء
من جهتها، دعت منصة مجابهة فايروس كورونا بالسودان، الجهات المنظمّة لمسيرة التاسع عشر من ديسمبر الجاري، بإلغائها، مطالبةً بعدم المشاركة فيها حفاظًا على أرواحهم والجميع.