رأي

الصادق سالم يكتب: الأدوار البطولية للشهيد اللواء «علي يعقوب»

أنا واحد من المدركين والمعجبين بالأدوار البطولية، التي لعبها شيخ الشهداء، اللواء/ علي يعقوب جبريل، كتبت عن ذلك قبل خمسة أشهر، في هذه المساحة، وكنت أتمنى لو أن الرجل ظل حياً، إلى أن تأتي لحظة الحقيقة والمسائلة، التي تكشف المتورطين المباشرين في هذا الحريق، والتي ستأتي لا محال، طال الزمن أو قصر.

وذلك لما للرجل من معرفة كبيرة وواسعة بكواليس الحرب الباردة، التي ظلت دائرة بين الطرفين، منذ العام ٢٠١٩م، وله مجاهدات بطولية موثقة، في منع انفجار الصراع بين القيادة المختطفة للجيش، وقيادة الدعم السريع، وساهم بصورة فردية أيقونية، في إخماد الحريق الذي كاد أن ينفجر في ثلاثة مناسبات مؤكدة، يونيو ٢٠٢٠، ومايو٢٠٢١، وأكتوبر ٢٠٢١، هذا ما أعلمه بصورة شخصية، وما خفي من أدوار للرجل أعظم وأكبر.

إن كنت تحترم الصدق والحكمة والشجاعة والإقدام، فذلك يعني أنك تحترم علي يعقوب، الذي رحل اليوم، كما ينبغي لأي محارب حقيقي أن يرحل، رحل وهو يحمل معه الكثير من الحقائق والأسرار، حول حقيقة هذه الحرب وطبيعتها، وحقيقة كذب ونفاق قادة الجيش، وخضوعهم المستسلم للتنظيم، باح يعقوب ببعضها وذهب بالبعض الآخر.

ليس مهماً الآن كيف وأين مات الرجل، فهو نفسه قد تحدث في أكثر من مناسبة، عن أنه يحمل معه كفنه في أي خطوة يخطوها، وقد ثبت ذلك بعد عرض مقتنياته الشخصية، لكن للأسف فإن موته يفتح الباب واسعاً، لحرب لا تبقي ولا تذر، وقد سد أي محاولة لخفض وتيرة الصراع في الفاشر، وهو بالضبط ما عملت لأجله الاستخبارات العسكرية، ونفذه بغباء يحسدون عليه النفعيين والسذج، من الذين عمى البغض والغل أبصارهم، وانتهوا إلى بيادق ولُعبة رخيصة الثمن في يد جلادهم!

لطالما كانت الفاشر العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، وستظل تمثل اللحمة الوطنية لأهل الإقليم، والسودان عموم. لن تنجح محاولات جعلها مركز صراع إثني جديد، كما يحاول الوكلاء الجدد تصويرها، نزولاً عند توجيهات ركن استخبارات الفرقة، فما يجري فيها يجب فهمه في إطار الصراع الذي عم السودان، وهو صراع واضح، ولا يحتاج لاعادة تحرير او تعريف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى