تقارير وتحقيقات

الموسم الزراعي ومحاولات الخروج من شبح المجاعة بغرب دارفور

تقرير- الجماهير 

تبذل حكومة ولاية غرب دارفور جهودًا مضنية من أجل التخطيط السليم والترتيب الكافي لانطلاقة الموسم الزراعي ووسائل حمايته من مرحلة نثر البذور وحتى مرحلة الحصاد.

يعتبر حماية الموسم الزراعي من أكبر التحديات التي تواجه حكومة ومجتمع غرب دارفور من قديم الزمان لحساسية العلاقة بين المزارعين والرعاة وخلفياتهم القبلية التي سرعان ما يلجأوون إليها عند حدوث أي خلافات بين الطرفين.

خلال السنتين الأخيرتين ذاق مواطنو غرب دارفور الأمرين حيث دمرت الحرب البنية التحتية وأدت إلى تشريد وقتل وجرح آلاف المواطنين وتوزع بعض الفارين في معسكرات اللجوء والنزوح، الأمر الآخر كان انعدام المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بسبب فشل المواسم الزراعية السابقة مما اضطر بعض المواطنين للجوء إلى أكل ما لا يأكله البشر في الظروف الطبيعية.

تعقدت الأمور المعيشية كثيرًا بسبب رفض حكومة بورتسودان دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود مع دولة تشاد بحجج واهية واتهامات باطلة، وبسبب ذلك وجد عشرات الأطفال مصرعهم بسبب سوء التغذية، حيث كشفت منظمة «أطباء بلا حدود- مكتب الجنينة» عن أن نسبة الإصابة بسوء التغذية وسط الأطفال وصلت إلى (40%)، وأشار إلى أن هذا العدد مخيف بكل المقاييس.

إلى جانب ذلك، أدى حرمان الموظفين من مرتباتهم -منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي- من قبل وزارة المالية الاتحادية إلى ضرر كبير وظروف مادية صعبة لأكثر من (22) ألف موظف.

كل ذلك جعل مواطني غرب دارفور يضعون نصب أعينهم على موسم الخريف الذي يمكن أن يخرجهم من جميع هذه الأزمات إذا تضافرت الجهود بين المجتمع والسلطات التنفيذية. ونجحت اللجان المحلية في حل وتجاوز بعض الخلافات بين المزارعين والرعاة التي غالبًا ما تبدأ بخلاف صغير ثم يتطور إلى أزمة قبلية في لم تنجح مساعي احتواء المشكلة قبل توسعها.

وفي تصريحات لـ«صحيفة الجماهير» قال والي غرب دارفور المكلف، تجاني الطاهر كرشوم، إن حكومته تولي أمر حماية الموسم الزراعي أولوية قصوى لقناعتها بأنه المخرج الوحيد من المجاعة التي لاح نذرها. وبيّن أنهم شكلوا «اللجنة العليا لحماية الموسم الزراعي» والتي ضمت الإدارات الأهلية والأجهزة الأمنية وممثلين للمؤسسات ذات الصلة والمزارعين والرعاة، وذلك بغرض إنجاح الموسم الزراعي في الولاية.

وشدد كرشوم على ضرورة مساهمات كافة قطاعات المجتمع في عملية إنجاح الموسم الزراعي حتى مرحلة الحصاد، داعيًا جميع المزارعين إلى التحرك إلى مزارعهم والاستعداد الجيد للزراعة. وأكد التزام حكومته بحماية وتأمين المزارع عبر قوة شُكلت لحماية الموسم الزراعي.

وعلمت «صحيفة الجماهير» بأن مفوضية العون الإنساني انخرطت في اجتماعات متواصلة مع المنظمات العاملة في مجال الزراعة والمجالات الأخرى ذات الصلة لإحكام التنسيق، وتوزيع الأدوار فيما بينها.

وقال مفوض العون الإنساني، أبوالقاسم أحمد علي، أن المفوضية ألزمت المنظمات بالتنسيق مع اللجان المحلية لإنجاح الموسم الزراعي وتقديم المساعدات اللازمة.

ينتظر مواطنو غرب دارفور أن تتوج مساعي الحكومة بأجهزتها المختلفة والمنظمات المحلية والأجنبية إنجاح الموسم الزراعي حتى مرحلة الحصاد، وذلك حتى يتمكنوا من تأمين غذائهم في الفترة القادمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى