رأي

خالد إسماعيل يكتب: مأساة مناوي وجبريل 

منذ 2002 حركتي مناوي وجبريل يخوضون حروب ضد جيش الحركة الإسلامية وفي نهاية المطاف يتحالفون مع ذات الجلاد. امتطوا مفهوم النضال وشردوا أهل دارفور ليحصلوا على وظائف مثل كبير مساعدي اللوري في حكومة المخلوع. أكرمتهم الثورة والسيد حميدتي باتفاق جوبا الذي لم يحلموا به رغم انتهاء قواتهم في قوز دنقو وحينها كانوا يتسولون في مقاهي كمبالا وأديس، رغم ذلك وضعتهم الثورة في حدقات العيون وتسلموا مسؤوليات دستورية حكام ووزراء سيادة. ساعدوا في وأد الثورة وتحالفوا مع الفلول وأصبحوا حاضنة لهم، ومضوا في ذات موقفهم حتى إشعال الفلول للحرب.

اتخذوا في بداية الحرب موقف الحياد وقام الدعم السريع بتأمينهم وممتلكاتهم وإخراجهم من الخرطوم مع عائلاتهم وكافة ممتلكاتهم، ولكن تخيل يا صح، فكوا الحياد وانضموا لجلادهم جيش الفلول بعد مساومات وصفقات بيع وشراء وارتزاق لينتهي بهم الموقف في المنتصف لا هدفا بلغوا ولا غرضا قضوا وخسروا التاريخ والمستقبل.

الدعم السريع مراعاة لموقف الحياد ترك الفاشر استجابة لهم وللأسرة الدولية وبعض مناضلي الكفاح المسلح، ولكنهم اتخذوا من الفاشر مركزًا للفتن القبلية والعنصرية وبث سمومهم لخلخلة وزعزعة ولايات دارفور الأخرى.

مناوي وجبريل فكوا الحياد، وعندما بدأوا الهجوم على ارتكازات الدعم في الفاشر ورد لهم الدعم ارتفع الصياح من مناوي الذي باتت قواته محاصرة والفاشر على وشك السقوط، ليصبح حاكمًا بلا حكم ولافي زي كلب الجزارة -أكرمكم الله- محدقا للفلول لينطبق عليه المثل «نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال”.. كما ينسب لـ عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثاني عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذي سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا» أنها حقًا مأساة مناوي. بل تفاجأ مناوي وجبريل بأن لا وجود لهم، حيث المفاوضات تدور بين طرفا الحرب الدعم السريع والجيش، وقد واجه البلطجي أبونمو الحقيقة المرة وسمعها من الأمريكان في جدة بأنكم فكيتوا الحياد وإنتو جزء من الجيش.

الآن بدأت بوادر رفض وجود الحركات في مناطق الشمالية ونهر النيل وبورتسودان، كما رتب الفلول الخطة العملية ليجدعوا الحركات كـ«بايظ الكتشينة»، وهكذا سيكتب التاريخ رحلة قوم جهلاء تسلقوا قضايا عادلة. إنها مأساة حركتي مناوي وجبريل … عمى الله بصيرتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى