الخرطوم: الجماهير
مُجَدَّدًا وبملء فمه، ردد عبارته ذائعة الصيت: “سنصمد، وسنعبر، وسننتصر”، استقبل رئيس الوزراء السوداني د. عبد الله حمدوك، القرار الأمريكي برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واعتبره “انعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي”.
لم يَكُن حمدوك، لوحده من استقبل القرار التاريخي بتلك الحفاوة، فما أن أعلنت الحكومة الأمريكية رسميًّا الإثنين 14 ديسمبر، انتهاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، حتى نزل القرار المرتقب على السودانيين كافَّة، بردًا وسلامًا واستقبلوه بذات الحفاوة البالغة، التي أبداها حمدوك، كون القرار إحدى ثمرات ثورتهم الظافرة، التي اقتعلت نظامًا ديكتاتوريًّا جثم على صدر البلاد لنحو ثلاثين عام.
قائمة إرهابيَّة

وفي الـ12 من أغسطس من عام 1993، صنفت الولايات المتحدة الأمريكية السودان، في قائمة الدول الراعية للإرهاب لاستضافته آنذاك زعيم التنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وفي عام 1996م أغلقت واشنطن سفارتها في الخرطوم، إثر فرض عقوبات دولية على السودان، تلى ذلك حظر اقتصادي، ظلَّ السودان يُغالب آثاره وتداعياته على مدى 27 عام.
سنعبر وسننتصر
وقال رئيس الوزراء: “اليوم، وبعد أكثر من عقدين، أُعلنُ لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي، الذي أقحمنا فيه سلوك النظام المخلوع”.
وأضاف: “اليوم نعودُ بكامل تاريخنا، وحضارة شعبنا، وعظمة بلادنا، وعنفوان ثورتنا، إلى الأُسرَة الدولية، كدولةٍ مُحبّة للسلام، وقوةٍ داعمة للاستقرار الإقليمي والدُّولي”.
وأكَّد أنَّ هذا الإنجاز الذي عَمِلَت من أجله الحكومة الانتقالية، منذ يومها الأول يُساهم في إصلاح الاقتصاد، وجذب الاستثمارات، وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، والكثير من الإيجابيات الأخرى.
وقال حمدوك “أقولها الآن مُجدداً وبملء الفم: سنصمد وسنعبر وسننتصر”.
فرص نجاح
عَبَّر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن شكره وتقديره للشركاء الإقليميين والدوليين، الذين دعموا السودان، وعلى رأسهم الإدارة الإمريكية على اتخاذها القرار التاريخي القاضي بشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وأشار في تغريدة له عبر حسابه على تويتر أنَّ هذا القرار سيسهم في دعم الانتقال الديمقراطي، ويعزز فرص نجاح الفترة الانتقالية، ورفاه الشعب السوداني.
وحيَّا برهان الشعب السودانى قائلًا: “التحية والتهنئة للشعب السوداني بمناسبة خروج السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب”.
وأضاف: “هذا العمل العظيم نتاج جهد بذله أبناء بلادي، وهو تم بذات الروح التكاملية لجماهير ثورة ديسمبر الشعبية والرسمية، الشكر لمجموعات العمل الوزارية والدبلوماسية”.
تغيير جذري
وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم الإثنين، رسميًّا رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوةٍ تاريخية تُنهي نحو ثلاثة عقود من العقوبات.

وذكر بيانٌ للخارجية الأميركية: ” اليوم، تم رسميًّا إلغاء تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب، وهذا يمثل تغييرًا جذريًّا في علاقتنا الثنائية نحو زيادة التعاون والدعم للتحول الديمقراطي التاريخي في السودان”.
وأضاف البيان أنَّه “أمكن تحقيق هذا الإنجاز بفضل الجهود التي بذلتها الحكومة الانتقالية، التي يقودها المدنيون في السودان لرسم مسارٍ جديد جريء، بعيدًا عن إرث نظام البشير، ولاسيما الوفاء بالمعايير القانونية لإلغاء الحكم”.
وتابع: “نَشيدُ بدعوات الشعب السوداني إلى الحرية والسلام والعدالة، ونهنئُ أعضاء الحكومة الانتقالية التي يقودها مدنيون على شجاعتهم في تعزيز تطلعات المواطنين الذين يخدمونهم”.
توترٌ وانقطاع
ظلَّت علاقات الولايات المتحدة مع السودان يشوبها التوتر والانقطاع، منذ إغلاق السفارة بالخرطوم في 1996، لكن في يونيو 2004، زار وزير الخارجية الأميركي كولن باول الخرطوم، وأجرى مباحثاتٍ تتعلق بالنزاع في دارفور، وفي العام التالي زارت الوزيرة كوندوليزا رايس السودان لذات الغرض.
طريقٌ واضح
وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو، إنَّ طريق السودان بدا واضحًا أكثر من أي وقتٍ مضى.
