السياسة تعرف بأنها إدارة شؤون الناس أو المجتمع، وذلك من أجل تحقيق رغد العيش وتيسير حياة الناس وتحقيق رضاهم وفق منهج علمي متتبع يستصحب مجموعة العادات والقيم والتقاليد التي يعيشها الشعب، والسياسي بطبعه هو شخص منتظم مؤمن بتوجهه السياسي ومتعاطف مع مجتمعه الذي خرج منه، ويكون صاحب رؤية فكرية خاصة به يعزز بها قدراته السياسية والفكرية. والرجل السياسي دوما يعمل على تحليل وتذليل العقبات والمشكلات والعمل على طرح الحلول والبدائل.
ولكن للأسف لقد ابتلينا بساسة أو قل مبتدئون في السياسة لا حول لهم ولا قوة، وليس لديهم القدرة على إنتاج الحلول للمعضلات السياسية، كما هو ذلكم المناوي الذي ظهر بين عشية وضحاها بالساحة السياسية وقد أرغى وأزبد منذ ظهوره عبر اتفاقية أبوجا المعطوبة في العام 2008م حتى هذه اللحظة. وقد اتصف هذا الكائن بالغباء مما جعل الكل يتندر ويتهكم عليه عطفا على ركاكة خطابه الذي يتناوله في كل مناسباته، وقد أتى هذا الديماجوج إلى السلطة عبر فوهة البندقية وكان مساعدًا للبشير ولا يدري ما الذي يساعده به حتى خرج إلينا في حينه بذلكم التصريح الفج بأنه لم يكن سوى مساعد حلة وقد غادر القصر الجمهوري في ذلكم الزمان غضبانا أسفا وذلك لا لشيء سوى عدم خبرته ووعيه وعدم إلمامه بالعمل العام.
والمتتبع لحركة هذا المناوي يرى أنها قامت على أساس عشائري وإثني وكل من أتى من خارج إثنية هذا المناوي لم يكن سوى ترميز تضليلي.
بالأمس طالعنا هذا الانتهازي الذي يدعى مناوي في تلك الجوقة إن جاز لنا أن نسميها مجازا بمؤتمر صحفي، وقدح بل وسعى للنيل من السيد قائد قوات الدعم السريع وقال فيه ما لم يقله مالك في الخمر من شتم وإشانة سمعة في حق ذلك الرجل، وذلك لا شيء سوى الدونية التي ما زالت تلازم هذا المناوي تجاه السيد القائد.
على الرغم من أنه قد أتى به قائد الدعم السريع عبر اتفاقية جوبا، بل كافح ونافح السيد القائد حتى رفعه إلى سدة حكم الإقليم، ولكن للأسف عندما قامت هذه الحرب وتمايزت الصفوف فقد اختار هذا المأفون جلاديه، وهذه لم تكن مفاجأة لنا، لأنه دوما هذا الآبق يحن إلى جلاديه.
وقد علم الكل حينما قامت ثورة 19 ديسمبر باستجابة قائد قوات الدعم السريع لرغبة الشعب السوداني في التغيير وذلك عبر انحيازه للثورة، لذا أقول لمناوي بأن قائد قوات الدعم السريع والذي تسعى للتقليل من شأنه أو تقدح في حقه، قد أصبح اليوم قائد التغيير الحقيقي لثورة 15 أبريل المجيدة.