رأي

علي أحمد يكتب: (داعش) في الأُبيّض!

في الوقت الذي يجتهد فيه الضمير الإنساني العالمي لوقف الحرب في السودان ورفع المعاناة عن شعبه تقوم مليشيا كرتي/سناء الداعشية بذبح مواطنيين مدنيين جهارا نهارا في تحدي سافر لكل جهود وقف الحرب والقتال، وفي مكابرة بأنهم ماضون لأقصى حدود في الإرهاب وارتكاب الجرائم الشنيعة بغير اكتراث! إذ كلما عجزوا عن مقارعة الدعم السريع في ميادين القتال قاموا بذبح المدنيين العُزّل ذبح الشياه، وقد فعلوا ذلك من قبل فقطعوا رأسّي الشابين ومثلوا بهما أمام الكاميرات وكذلك أكلوا أيادي القتلى ولعبوا بالجماجم والرؤوس، يا لهم من وحوش جبناء!

بالأمس عاد الكيزان الدواعش عبر العميد (العوض محمد العوض) مدير أمن ولاية شمال كردفان، وهو قريب المهرّج المُنادّم ليل نهار؛ “ياسر العطا”، وذو وشيجة اجتماعية بقائد الجيش المختطف “عبد الفتاح البرهان” .. عادوا إلى إرهابهم وجرائمهم التي تشيب لها الولدان ويفزع منها الجان، فقد أنزل هؤلاء الرعاع الجُبناء مواطنين عُزل لا علاقة لهم بالحرب من عربة نقل (سفرية) غرب مدينة الأُبيّض، وذبحوهم من الأذن إلى الأذن أمام الجميع بأوامر مباشرة من العميد أمن العوض الشهير بالشايقي، والذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يهلل ويكبر برفقة (الدواعش)، وهم يحملون سكاكين الجريمة حادة ودماء الضحايا تتدفق طازجة تحت قدميه!
وأكثر من ذلك، أظهرت مقاطع فيديو أفراد يرتدون الزي العسكري قيل إنهم يتبعون للمليشيات الإسلامية، وهم يحملون رؤوساً بشرية مفصولة عن أجسادها يستعرضونها أمام قائد الفرقة اللواء (فيصل محمد الحسن صالح)، إذاً فليبل اللواء رأسه رفقة صنوه الداعشي العوض، مساءلة وملاحقة، فهذه جرائم حرب خطيرة وكبيرة، تستحق الإدانة وملاحقة مرتكبيها من الإرهابين والدواعش، وهي جرائم لا تسقط بالتقادم.
ولأنهم كذبة وجبناء، بدلاً من الصمت والتواري أمام هذه الجريمة النكراء الموثقة، طفقوا يهللون في وسائل التواصل الاجتماعي بنصر متوهم قالوا إنه قد تحقق ضد قوات الدعم السريع بواسطة قوات (الهجانة) التي يقودها اللواء فيصل، هذا مع عدم وجود أي مظهر من مظاهر الاشتباك، وعدم وجود جندي ضمن الضحايا أو عربة تتبع لقوات الدعم السريع في موقع الحدث! وما قوات (الهجانة) إلا حلقة من حلقات الكذب ومواصلة الأوهام العديدة التي ظلوا يرددونها منذ بدء الحرب: بدأت بالمقاتلة (سارة) ثم قوات نخبة المهندسين فالمدفعية عطبرة وليس أخيرا المستنفرين، وكلها أوهام تتسابق في الفرار ساعة القتال، في حين أنهم في حقيقة الأمر ليس لديهم سوى سلاح الإرهاب والدواعش المنضويين تحت مليشيا (البراء بن مالك) وعصابات (العمل الخاص)!

جريمة الأمس تعيد التأكيد للجميع بأن حرب العصابة الإرهابية هذه موجهة في جوهرها ضد القوي المدنية، ودونكم قرار المتطرف الداعشي والي ولاية نهر النيل الذي أصدر مرسوماً تحت عنوان (أمر طوارئ) يبيح لأي (مسلح) في صفوفهم بقتل أي مدني لمجرد الاشتباه، خصوصاً إذا كانت سحنته تشابه سحنة أهل دارفور عامة، وعربها خاصة! وهذا بالضبط ما فعلته مجموعة الدواعش بقيادة الإرهابي (العوض)، ما يؤكد بأن هذه الجرائم لا تحدث صدفة وفرادى بل هي نتيجة إرهاب منظم تحت رعاية وقيادة الإدارة السياسية الكيزانية وبإشراف الجيش المختطف، وبالتأكيد من يتحمل مسؤولية هذه الجرائم هو (عبد الفتاح البرهان)، والذي ربما كتب الله له أن تكون (كردفان) هي مصيدته بعد أن سقط اسمه من قائمة جرائم دارفور في السابق!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى