علي أحمد يكتب: مأساة الجيش الكرتي !
لا أتبع أي طريقة صوفية ولست من مريدي شيوخها، لكن هذا لا يدعني أرمي (طوبة) احترامهم وتقديرتهم كما يفعل بني كوز، حتى مع وطنهم الذي رموا (طوبته) عندما اشعلوا الحرب مرة، وعندما ضغطوا لاستمرارها مرة أخرى، فما بالك بالشيخ الأمين الذي هجموا عليه (حشفاً وسوء كيل)، فضرب الطيران الكيزاني، أول أمس (مسيده) الذي يؤوي إليه الناس، فقراء ومحتاجين ومرضة وخائفين، فقتلوا أحد المتطوعين في الطبخ للمحتاجين غيلة وغدراً، لعنهم الله.
نعم، من قتلوا (الفقير) المتطوع، هم الكيزان وليس غيرهم، فقد حرض اللايفاتية التابعين لتنظيمهم الماسوني لوقت طويل جيشيهم – وهذا أغرب جيش في العالم إذ يتلقى تعليماته القتالية و(السياسية) من اللايفاتية – على قصف منزل ومسيد الشيخ، خصوصاً المنتقب الجاهل المُسمِّي نفسه (الانصرافي) وهو بالفعل كذلك، يسانده أحد عتاة العنصريين الذين يعملون مع الكوز مفقوء العين (صلاح قوس) واسمه عبد الرحمن عمسيب، وقد ظلا يطنان كذبابتين حقيرتين: (شيخ الأمين – شيخ الأمين)، قالا: “أحرقُوه بل اصلبوه بل انسفوا للريح ناجس عظمه وإهابه”.
كما أن من المعلوم لجميع السودانيين بالضرورة، أن سلاح الطيران أغلبه ان لم يكن كله يقع في يد الكيزان منذ عهد المعزول “عمر البشير” إذ كان لا يُبتعث لدراسة الطيران سوى ضباط التنظيم الإسلامي داخل الجيش، وخصوصًا طائرات الميج.
وبغض النظر عن من هو شيخ الأمين وما رأي البعض فيه، ولربما أكون أحد هؤلاء – من يدري؟_ لكن ما يفعله منذ أن شبت الحرب واندلعت، أمر يستحق التأمل، بل الثناء والشكر والتقدير، فالرجل أبدى – والحق يقال – ثباتاً وشجاعة ونُبلاً – فعندما هرب الجميع من أم درمان إلى الولايات وخارج البلاد، بمن فيهم قائد الجيش ونائبه؛ وصبي الأواني المنزلية قائد المليشيا الإرهابية، (صندد) الأمين وحوارييه في (مسيدهم) ووضعوا أنفسهم بين أصابع الرحمن؛ في خدمة الشعب والوطن، وقدموا الماء والطعام والكساء والدواء والإيواء للجميع دون النظر إلى ألوانهم وأديانهم وأعراقهم، وهذا مشهود ومشهور وذائع، لا يحتاج دليلاً إلاّ إذا احتاج النهار إلى دليل.
لكن بني كوز يسؤهم عمل الخير وتخنقهم العبرة إذ يرووا غيرهم يقوم بذلك، فتأكل قلوبهم الغيرة ويحرقها الحسد، وهم يشاهدون دولتهم عاجزة هاربة وجيشهم مندحر منهزم وهم فارون إلى الخارج وقادتهم العكسريين والمليشيويين راحلين (كغزلان البر) إلى الساحل، وقد قال مغني الحقيبة ” غزال البرِّ ياراحل، حرام من بعدك الساحل”، فقد أحالوا بورتسودان إلى مكان سخيف وصفيق ودنسوها بمؤامراتهم وعفنهم!!
ضرب الطيران الكيزاني مسيد الشيخ الأمين، إرضاءً لــ(اللايفاتية الهتيفة) دعامي دعامي، ولا أحد منهم بمقدروة إثبات ذلك، فالرجل ومريديه غير مسلحين، إن جاءهم الجيش أو الدعم السريع أو المليشيات أو حتى 9 طويلة استقبلوهم على الرحب والسعة وأطعموهم وطببوهم، فكيف يقاوم أعزلاً مسلحين من جميع الأطراف يأتون إليه في مكانه؟!
الجيش الكيزاني عندما (غلبه راجله؛ قرر أن يؤدب حماته)، فبعد الهزائم النكراء والضربات الموجعة التي تلقاها من الدعم السريع وهروب قادته خارج العاصمة، أصبح يبحث عن انتصارات وهمية في معركة فاصلة مع طريقة صوفية! وأخشى ان يُهزم فيها أيضاً، بإذن الله.
انه الجيش الكرتي المهزوم دوماً.