رأي

علي أحمد يكتب: مناوي .. أبعد عن هذه الكأس!

 علي أحمد 

استمعت (مُجبراً) بالأمس إلى خطاب  “مني أركو مناوي”، كبير المُرتزقة وأحد كبار حركة (الموز) الانقلابية، الذين أسهموا بنصيبٍ وافرٍ وقدرٍ كبير في إجهاض التحوّل المدني الديمقراطي ومساندة الاستبداد من خلال انقلاب 25/ أكتوبر2021 المشؤوم، والعمل جنبًا بجنب النظام الإسلاموي الشمولي القديم ومحاولة إعادته إلى الحكم مرة أخرى.  استمتعت إلى خطابه الممل والسخيف وهو يدعو الجماهير إلى الدفاع عن مدينة (الفاشر) التي لا يعرف عنها شيئًا. وكعادة خطابات هذا المهرج الجاهل البذيء القميء، تحدث عن كل شيء دون أن يقول شيء، ولكن استوقفني ما وصف به قوات الدعم السريع، وهو وصف عانى منه هو شخصيًّا، إذ ظلّ أسياده الكيزان يصفونه به طوال ثلاثة عقود، وحتى الآن، ويقولون بأنه تشادي، ولد في منطقة بويا بتشاد، ودرس في تشاد ونيجيريا، وأنه لا علاقة له بالسودان وجاء إليه مرتزقًا. هكذا ظل الكيزان يقولون عنه، أمامه ووراء ظهره، ولدي شخصيًا أرشيف ضخم بذلك، ويبدو أنه إضافة إلى عقدة التفاهة والدونية التي يعاني منها، أصيب أيضًا بمتلازمة (ستوكهولم)، وها هو يحاول أن يسقي غيره من نفس الكأس النتن، واصفًا بذات اللغة العنصرية الحقيرة قوات الدعم السريع، قائلاً بأنها قوات جاءت من وراء الحدود! يا رجل (أستحي على دمك)، كفاك بغبغائية وجهل، وقل إن ذلك كذلك، فما العيب في وجود قبائل مشتركة وجماعات سكانية عابرة للحدود، ألست أنت شخصيًّا تنتمي إلى إحداها؟ أم هي سفالة ووقاحة منك، أيها الجاهل العظيم؟

ومن المضحكات المٌبكيات وصفه لقوات الدعم السريع بـ (المنظمة عائلية) – طبعاً لم يستخدم هذه العبارة الدقيقة، لأنه لا يعرفها أصلاً – قالها وكأن (حركته) حركة قومية شاملة ووطنية، وكأنها ليست ملكية خاصة (تحمل اسمه)، يملكها مع شقيقه حسين وابن خالته اللص (أبو نمو)، وآخرين من عائلته و(خشم بيته)، والكل يعرف ذلك. وهذا أيضًا ينطبق على حركة جبريل وإخوانه، ألم يرث رئاسة العدل والمساواة عن شقيقه خليل الذي قتله حلفاؤه الحاليون، ويديرها الآن كمنظمة عائلية إجرامية مع إخوته وأبناء عمومته؟ يا لكم من لصوص أفاكين.

تاريخ هذا الجهلول المناوي، هو تاريخ اللعنة والخيانة والانتهازية والارتزاق والفساد بامتياز، وهي أمور راسخة فيه وجزء أصيل من مكونات شخصيته الإرجوازية الباهتة، وهو يعيش بلا رصيد جماهيري ولا قضية أو خبرة سياسية، وبلا تاريخ نضالي -حارب سنتين فقط من 2003 إلى 2005-، حيث بدأت المفاوضات وتوقف إطلاق النار، ثم وقع الاتفاقية في عام 2006م والتي عين بموجبها مساعدًا للمخلوع. وهو التاريخ الذي عرف فيه بأن النهب بلا بندقية غير مكلف، قبل أن يخرج لاجئا بأوغندا التي أعادته منها ورفيقه جبريل ثورة ديسمبر.  الثورة العظيمة التي تنكر لها وانقلب عليها، ليكتب نهايته ونهاية حركته، فليستعد الآن إلى مراسم التشييع في فاشر (السلطان).

أمثال مناوي لا يستحقون الحياة، أهدت لهم ثورة الشعب الحرية والكرامة بكل معانيها فقابلوها بكل ما تحمله قلة الأصل من خسة وغدر وخيانة! إنهم كلاب لا يعرفون وفاء الكلاب.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى