عمار سعيد يكتب: الدروس والعبر المستفادة من سقوط بشار الأسد

سقوط بشار الأسد، بعد سنوات طويلة من الحرب في سوريا، يمثل دراسة مهمة بها العديد من الدروس والعبر في مجالات السياسة، الاقتصاد، العلاقات الدولية، والاجتماع. فيما يلي أبرز الدروس المستفادة التي يمكن استخلاصها من هذه التجربة الافتراضية:

1. استراتيجيات البقاء الطويلة في الحكم:
• الدعم الدولي والإقليمي: لعب الدعم المستمر من حلفاء مثل روسيا وإيران دوراً حاسماً في بقاء الأسد لفترة طويلة. هذا يبرز أهمية التحالفات الدولية في الصراعات المحلية.
• استخدام القمع والأمن: اعتمد النظام على الأجهزة الأمنية والعسكرية لقمع المعارضة، ما أدى إلى إطالة أمد الصراع، ولكنه زاد من الكراهية الشعبية.

2. حدود التدخل الدولي:
• التدخل الدولي المحدود: فشل المجتمع الدولي في اتخاذ موقف موحد لحل الأزمة السورية أظهر حدود الدبلوماسية الدولية أمام المصالح المتضاربة.
• توازن القوى: استخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن منع أي تدخل دولي قوي ضد النظام، ما يؤكد أهمية توازن القوى في الساحة الدولية.

3. الكلفة البشرية والاقتصادية للحرب:
• تدمير البنية التحتية: الحرب الطويلة أدت إلى دمار شامل للبنية التحتية السورية، وهو درس للحكومات والمعارضات حول خطورة الحروب المطولة.
• الكلفة البشرية: ملايين اللاجئين والقتلى يبرزون أهمية الحلول السلمية في الصراعات.

4. مستقبل الأنظمة الاستبدادية:
• الشرعية الشعبية: أظهرت الحرب أن الأنظمة التي تفقد الشرعية الشعبية تعاني من هشاشة، حتى لو استمرت لفترة طويلة.
• الاستفادة من الدروس العربية: مثل تونس ومصر، حيث ساهمت الثورات في تحقيق تغييرات أسرع وأقل تكلفة لكنها لم تصمد طويلا ضد الدولة العميقة وسرعان ما شهدت ثورات مضادة أفضت إلى أنظمة أشد بطشا وديكتاتورية.

5. أهمية الوحدة الوطنية:
• التشرذم الداخلي: ساهم الانقسام الطائفي والسياسي في تعميق الأزمة السورية، ما يبرز أهمية الوحدة الوطنية في أي حركة تغييرية.
• ضعف المعارضة والخلافات بين مكوناتها: غياب رؤية موحدة للمعارضة أدى إلى إضعافها، وهو درس مهم للحركات المعارضة في المستقبل، أن تفرق بين الأهداف العليا والاستراتيجية وبين الأهداف الضيقة قصيرة الأمد.

6. إعادة الإعمار بعد السقوط:
• تحديات إعادة الإعمار: تكلفة إعادة بناء سوريا ستكون هائلة، ما يبرز أهمية وضع خطط للإعمار والاستقرار فور انتهاء الصراع.
• دور المجتمع الدولي: يتعين على الدول الداعمة إعداد خطة شاملة لإعادة الإعمار وربطها بالعدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.

7. دروس للسودان وليبيا واليمن:
• الحلول السلمية: التركيز على الحلول السلمية للحفاظ على وحدة البلاد وتجنب السيناريو السوري.
• دور الإعلام: الإعلام لعب دوراً محورياً في تشكيل الروايات المتناقضة للأزمة السورية، مما يبرز الحاجة إلى إعلام مهني ومستقل.

يمكن اعتبار هذه الدروس تحذيراً للحكومات والمعارضات على حد سواء حول كيفية إدارة الأزمات وتجنب الانزلاق إلى نزاعات طويلة الأمد.