أخبار

«أماني الطويل» بين الإقرار بشرعية الجيش والمطالبات بحيادية الموقف المصري

تعليقًا على بيان خارجية الأمر الواقع ببورتسودان، والذي لم يحسم موقف الجيش من محادثات سوسيرا، قالت الصحفية المصرية ومديرة البرنامج الأفريقي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، “أماني الطويل”، اليوم الجمعة، إن موقف الخارجية المتعلق بإجراء مشاورات حول الدعوة الأمريكية للمشاركة في محادثات سويسرا، لا غبار عليه، وهو “حق بل وسلوك مطلوب”. 

وارتباطًا بذلك، قالت “الطويل” إنها تنتهز الفرصة لطرح مجموعة من الأفكار “لعلها تحظى بنقاش وتداول قبل إتخاذ الموقف النهائي”.

وترى “الطويل”، أن الشعب السوداني يريد إيقاف الحرب، ومقاومة هذه الرغبة لا تجد أي قبول أو ترحيب. مضيفةً، أن الجميع يريد وقف إطلاق النار بما يسمح ببقاء الدولة.

وأوضحت أن العالم والإقليم سوف يتعاون مع الجيش في حال تمسكه بالأداء المهني وليس السياسي، كاشفة عن أن الجيش السوداني يتمتع بشرعية سياسية ودستورية هي التي ستعطيه وزنه على مائدة المفاوضات.

الانتهاكات ستقلل من الوزن التفاوضي للدعم السريع:

وفي رأي “الطويل”، فإن الدعم السريع “ليس له مستقبل إلا في إطار دمج في الجيش القومي”، كما أن الانتهاكات التي ترتكبها عناصره ستخفض من وزنه التفاوضي، وذلك “رغم سيطرته على أراض لن يستطيع  أن يحكمها حتى عن طريق أي حليف سياسي بسبب الضرر  في مساحة الأمن الشخصي الذي لحق بالسودانيين، حيث ثبت عن طريق الممارسة عدم الأهلية” بحسب تعبيرها.

وبدوره، علق الصحفي “بشرى علي”، على صفحته بمنصة فيسبوك، ردًا على أماني الطويل، بأنه لا يوجد جيش شرعي أو دستوري حتى يتم دمج الدعم السريع فيه، كما أن الأخير لا يريد الحكم، وهذه الحرب فرضت عليه وقواته في المعسكرات. مضيفًا أن الطويل “تجاهلت تغلغل الإخوان المسلمين في الجيش السوداني وهي من تطرقت إليه أكثر من مرة!”.

حياد الوساطة مطلوب:

ومن جانبه، وصف خبير قضايا السلام وفض النزاعات، الدكتور “إبراهيم زريبة”، خلال حديثه لـ«صحيفة الجماهير»، تصريحات “أماني الطويل” بالمؤسفة، لأنها تصب في اتجاه تبني رؤية أحد أطراف الصراع في السودان، وهذا ما لا يساعد كثيرًا في العملية التفاوضية. 

وأضاف “زريبة”، أن الدولة المصرية ومركز الأهرام -الذي تعمل فيه أماني الطويل- لم يجددان أدواتهما للتعاطي مع واقع الشعب السوداني وتطلعاته وتطوراته. مبينًا أن مصر أصبحت تستقي آرائها عن السودان من نخبة لديها ارتباط تاريخي بإداراتها وحكوماتها منذ الاستعمار الثنائي وإلى اليوم. وهذه النخبة هي سبب أزمات السودان التاريخية.

ووفقًا لرأيه، فإن مركز الأهرام للدراسات هو مؤسسة رسمية للدولة المصرية، ترفدها بكل المعلومات حول السودان وأفريقيا والعالم، حتى تتمكن من اتخاذ القرارات. وبالتالي، “كل ما يصدر عن مركز الإهرام هو رأي شبه رسمي للدولة المصرية”. 

وأوضح “زريبة” أن “السودان مفتوح للمصريين دون قيود، لكن الملاحظ أنهم لا يستطلعون القواعد المتطورة سياسيا في دارفور وكردفان وجبال النوبة والنيل الأزرق والنيل الأبيض، وكل مناطق الهامش”. واصفًا هذا النهج في تعامل مصر مع السودان بـ”غير المجدي”.

وارتباطًا بتصريحات أماني الطويل، فإن خبير قضايا السلام وفض النزاعات، شدد على أهمية الموقف المحايد للدولة المصرية إزاء الأزمة السودانية. وذلك باعتبار أن مصر هي إحدى الدول الوسيطة في المحادثات المرتقبة بين الجيش والدعم السريع بسوسيرا في 14 أغسطس المقبل. حيث قال “الحياد مطلوب جدا في الوسيط والمسهل حتى تتقبله الأطراف”. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى