رأي

محمد الأمين خراشي يكتب: التفرقة المزدوجة أو الصراخ الأعمى عند أركو مناوي

مني أركو مناوي يبكي على معسكر زمزم، لكنه يسمح بقصف الكومة ومليط ونيالا وكافة مناطق دارفور، يصمت على قتل طيران الجيش للأطفال والنساء وكبار السن، والماشية، وتدميره المنازل ومرافق الشرب.

أمس الاثنين، تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، الذراع الإعلامي للقوة المشتركة، أدانت قصف كبكابية، تعرفون لماذا؟ لأن جزء من شبابهم قتلوا في القصف الذي نفذته جهة هم يناصرونها ويباركون جرائمها.

في الأسبوع الأول من أكتوبر الماضي، قصف طيران الجيش محلية الكومة وقتل (46) مدنيًا. انظروا لتعليق تنسيقية لجان مقاومة الفاشر وقتها: أولًا بدأوا بـ”إن المواطنين في مليط والكومة يعانون من التحركات العسكرية للدعم السريع”. وتابع، إنهم -عناصر الدعم السريع- يعرضون حياة السكان للخطر واستهداف الطيران. ونوه إلى أهمية ابتعاد المواطنين من المناطق العسكرية. وحينما وصلوا فقرة إدانة الحادثة، قالوا “ندين استهداف المدنيين.. و[لكن] عدد القتلى في الكومة ومليط 17 شهيد”، منهم عشرة في الكومة.

أولًا؛ برروا موت (46) شخصا من بينهم عشرة أطفال، تم استهدافهم في السوق الرئيسي في الكومة، بحجة التحركات العسكرية. ثانيًا؛ قدموا لوم أو إدانة للدعم السريع، وتحذير للمواطنين الأحياء، قبل الحديث عن مأساة الأموات والضحايا. ثالثًا؛ لم يذكروا اسم الجهة التي قصفت المدنيين، ولم يأتوا بسيرة طيران الجيش. رابعًا؛ قلصوا عدد الشهداء من (46) إلى (10) أشخاص فقط. ملخص البيان ستجده: الدعم السريع يتحصن بالمنازل، نحذر المواطنين من الاقتراب من المواقع العسكرية، ثم أخيرًا وختامًا يقولون: قُتل (17) شخصًا في المنطقتين!

حينما قصفت كبكابية أمس، تغيرت لغتهم وزادت جراءتهم؛ فبدأوا أولا بـ”ندين قصف الطيران الحربي نهار اليوم، بالبراميل المتفجرة، لأكثر من 8 برميل في سوق محلية كبكابية”. وفي الفقرة التالية “نؤكد وندين عمليات قصف الطيران بالبراميل المتفجرة، والقصف المدفعي المتعمد في مناطق تواجد المدنين”. ثم “يجب أن نتعامل مع الجرائم كجرائم ونرفضها وندينها بغض النظر عن مرتكبها وموقفنا السياسي منه”.

بشأن قصف كبكابية: تم توجيه الاتهام مباشرة للطيران الحربي، ويقولون يجب أن نرفض الجرائم بغض النظر عن مرتكبها. وفي مليط والكومة: المواطنين يعانون من تحركات الدعم السريع -وبقية الادعاءات الكاذبة- حينما يتم قصفهم وقتلهم بالبراميل المتفجرة. ما يعني أنهم لا يملكون أي حساسية تجاه قصف مدن الكومة ومليط وقتل المدنيين فيها، بل ربما يباركون ذلك. لكن لسخرية الأقدار، فإن القذائف المتفجرة لا تميز بين أحمر وأزرق، ولا يقتصر أثرها على القبائل التي يعتبرونها هم حواضن للدعم السريع في دارفور. وصحيح، المواطنين بالنسبة لهم خيار وفقوس، بعضهم يجب قتله، وبعضهم نعترض وندين. ما يعني من جهة أخرى، أن ممارسات الأركو مناوي وواجهاته الإعلامية، توضح أنه لا يعتبر جميع أمهات السودان أمهاته، كما ادعى سابقا. وإن كان الأمر نقيض ذلك، فماذا نفهم من بكاء مناوي على سبعة مدنيين قتلوا في زمزم، وتجاهله (46) آخرين في الكومة؟!.

بطبيعة الحال، نحن لا نطلب استجداء أو مناصرة من شخص يشارك في قتل أهله، لكنا نكشف زيف ادعاءاتهم ونفاقهم وتحيزاتهم العنصرية البائنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى