رأي

 منتصر ابراهيم يكتب : (بل بس) 

منتصر إبراهيم الزين
منتصر إبراهيم

لو في وصية ممكن الواحد ، يقدمها للصالح العام ؛ بقول ، إياكم وثم اياكم وإضعاف قوى الحرية والتغيير بشكلهم الحالي ، لطالما هم الواجهة المدنية الوحيدة المتوفرة الحالية ، والمعبرة عن توجهات التغيير بل وفشلت قوى الثورة طوال الفترة الماضية من طرح بديل ليهم ؛ والواحد بستغرب من حجم ( البل ) وزعزعة الثقة فيهم ، وهي واحدة من الثغرات التي تقوي عين الكيزان وتعزز بجاحتهم .

فالوضع السياسي في البلاد يحتم لجم وكبح الغوغائية التي سادت خلال الفترة الإنتقالية ، والتي وفرت غطاء للانقلاب على الحكومة الانتقالية ، ومن ثم تدحرجت كرة الثلج حتى وصلت هذه المرحلة . صحيح أن قوى الحرية والتغيير لها سهمها في هذا التدهور ؛ ابرزها عجزها عن تقديم مشروع سياسي مقنع يضمن المشاركة السياسية ويحقق تطلعات التغيير ؛ فأرجو أن يتنبهو لذلك .

الآن قوى الحرية والتغيير في وضع لا يُحسد عليه ، لكونها تتعرض لحرب ( الوصمة ) والمزايدات بلا دليل ، ولكونها تفتقد الوضوح في الكثير من اجندة الراهن وقضايا الانتقال من وضع الحرب وخطابها ؛ وأعني أن هناك تراكم لأجندة المرحلة الانتقالية _ التحول نحو الديمقراطية لها خطاب يستحق التركيز ، والتحول نحو السلام لها خطاب ؛ في الوضع الطبيعي لا تنفصل هذه القضايا عن بعضها البعض ؛ ولكن لأن الوضع في البلد دي غير طبيعي ، لذلك يستلزم أن تكون هناك مسارات متعددة تكمل بعضها البعض _ وإدراك هذه التقاطعات يتطلب اوسع نطاق من المشاركة السياسية وثقافة سياسية جديدة قائمة على الحوار ، وأفق مفتوح نحو المصالحة والتعايش السلمي ؛ ونحن في هذه البلاد نفتقد لهذين العاملين ( نحنا لا ديمقراطيين وبالتالي ما في تعايش وسلام مع دعوات الاقصاء والمزايدات واغتيال الشخصية …الخ ) .

المهم أعرف إنك ، كونك تمسك تلفونك عشان تقول محمد الفكي صفتو شنو وشنو ، ولا خالد سلك فاعل وتارك ، ولا فلان وفلتكان …إلخ ؛ أعرف إنك حتكون مساهم في معاناة الآلاف المنتظرين يرجعو بيوتهم ، وإنك مساهم في تعطيل مسار الانتقال والتحول الديمقراطي في السودان ووقف الحرب ؛ ما عشان ديل ممكن يعملو الكلام دة كلو ، إنما لأنك تخليت عن واجب بناء الكتلة الديمقراطية والمدنية الممكن يعملوا دة كلو ؛ أضف إلى ذلك ؛ إنو حتى الدعم السريع زاتو القاعدين تزايدو بيهو على قوى الحرية والتغيير ممكن يتخلى عن تقييمها وتقليل مكانتها ؛ ولعلكم قرأتم عبارة الراهن في السودان تجاوز مرحلة الإتفاق الإطاري ؛ وما ذلك إلا لأن قوى الحرية والتغيير بوضعها الراهن بتجيب الهواء لأي زول وبكون موضع سهام الجميع وطنيين وكيزان وثوار وكل من هبّ ودبّ ؛ وفي النهاية الكل خسران ؛ لإنو اجندة التغيير كلها موجودة لدى قوى الحرية والتغيير ( لا برضاك ولا بحمل بلاك ) ودة وضع مناقرة وعكلتة لن يدفع في إتجاه الانتقال والتسوية السلمية للنزاعات في السودان .

المهم قوى الحرية والتغيير عليهم ، أن يشدو حيلهم شديد ؛ فكل الظروف والمعطيات يمكن أن تصب في صالحهم ، وصالح البلاد ، على الأقل في جانب إبراز أجندة التغيير المطلوبة والواضحة بصرامة ووضوح ، والعمل على تعبئة قدراتها السياسية والفكرية بما يستوعب الوضع الجديد في السودان.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى