رأي

منتصر الزين يكتب: الفلول ومزاعم الاغتصاب الكاذبة

منتصر إبراهيم الزين
منتصر إبراهيم

اضطررت أن أتجاوز موقفي القاضي بعدم الكتابة في منصة (الفيس بوك) في هذه الفترة لأتناول شأناً مُهماً، بالرغم من شعوري بالسأم من هذا الفضاء الكارثي، لما يلعبه الفاعلين فيه من دور سلبي في تأجيج الصراع، وإذكاء نيران هذه الحرب. وبذلك يتحمل هؤلاء المسؤولية الأخلاقية عن ما يحدث فيها من فظائع، إن كان هناك مكان للأخلاق في هذه البلاد. وما أردت قوله هو أنه يجب إبعاد النساء عن فضاءات المعارك وا

لدعاية الحربية، وأن تتوقف المُتاجرة بالشرف من أجل المُزايدة والخُصومة، وأنه يجب على النساء عدم القبول بهذه الدعاية، بل ومُناهضتها.
هذه شهادتي لله وللتاريخ، إذ أنني أستطيع أن اجزم – وبشكل قاطع – إن ما يتم الترويج له عن عمد وقصد من مزاعم عن حدوث اغتصابات، وانتهاكات لحقوق النساء من جانب قوات الدعم السريع. وأقول أنها محض أكاذيب، ودعاية رخيصة تتنافى تماماً مع مُشاهداتي في مُدُن العاصمة الثلاث، وبعض مُدن الولايات، وما ظللت أتابعه طوال فترة الحرب. فأثناء تجوالي عبرت الكباري ونقاط التفتيش والارتكازات، وسافرت إلى عطبرة، ومنها عبر طريق الشرق الي (مدني) و(المناقل)، وعُدت للخرطوم قبل مغادرتها الى (بورتسودان)، مروراً بكل التقاطعات والشوارع. وأنا الآن في ضاحية أبو آدم العاصمية، أُصادف في كل تحركاتي قصصاً مُذهلة عن كيفية تعامل قوات الدعم السريع – المُنتشرين في كل مكان – مع النساء، وما يتمتعن به من خصوصية ومكانة رفيعة لديهم. ولو تحلى المجتمع بقليل من الأمانة، لسمعنا حكايات تنسف أي دعاية (فلولية) تأتي من ناشطين عديمي الذمة، حول الدعم السريع.
وأنا غير منتمٍ لأي من هيئات الدعم السريع، لكني أكتب شهادتي هذه لله ولوجه الحقيقة. لكني أتمنى في ذات الوقت أن أكون في رفقة هؤلاء الناس بسبب تقديرهم للنساء في المواقف التي تقابلني باستمرار. وعلى الرُغم من تعرُضي شخصياً للأذى أكثر من مرة، على يد أفراد من الدعم السريع – تم انصافي في بعضها، وتعرضت في بعضها للظلم والإذلال – يظل الإنصاف والاعتدال هو الطريق إلى السلام، الذي ومهما طال أمد الحرب، فإنه آت لا محالة في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى