أخبار

هل تتجسس الصين على قصر البشير الجديد ؟

الخرطوم: الجماهير

عملية الاختراق لمقر الاتحاد الافريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا التي تورطت فيها الصين و كشفت عنها الأحد صحيفة لوموند الفرنسية، تضع 9  بلدان افريقية من بينها  السودان في ورطة .

تقول صحيفة لوموند الفرنسية في عددها الصادر أمس ، أن الصين زرعت أجهزة تجسس في مكاتب ومصاعد المقر الكبير الذي تكلفت ببنائهللاتحاد الأفريقي بأديس أبابا، وسلمته إياه عام 2012.

وقالت الصحيفة إن ثمة إجراءات صارمة لدخول هذا المبنى، حيث يجتمع وزراء ورؤساء الدول الأفريقية مرتين سنويا لمناقشة القضايا الرئيسية للقارة، غير أن هناك تهديدا أمنيا غير مرئي يتجاهله معظم القادة والدبلوماسيين، رغم أنه تهديد بالغ لبعض كبار مسؤولي الاتحاد الأفريقي.

ففي يناير/كانون الثاني 2017، لاحظت وحدة الحاسب الصغيرة في الاتحاد الأفريقي أن خوادمها تزدحم بشكل غريب بين منتصف الليل والثانية صباحا، رغم أن المكاتب تكون فارغة في تلك الأثناء.

وعلى أثر ذلك، تقول لوموند إن خبير حاسب متحمسا انكب على هذا الخلل لمعرفة مصدره، ليكتشف أن البيانات الداخلية للاتحاد وأسراره يتم تحويلها بكثافة كبيرة وتخزينها في خوادم غامضة على بعد ثمانية آلاف كيلومتر من أديس أبابا، في مكان ما بمدينة شانغهاي الصينية.

قصر البشير

البشير
اجتماع رئاسي ناقش انهيار الجنيه السوداني بالخرطوم 20 نوفمبر

في 26 يناير قبل ثلاث اعوام افتتح الرئيس السوداني عمر البشير قصره الجديد وانتقلت ادارة الحكم من القصر الجمهوري إلى القصر الصيني الجديد مع ذكرى مرور 130 عاماً على مقتل الجنرال تشارلز غوردن على سلالم القصر الرئاسي القديم في الخرطوم.

و شيدت الصين في السنوات الأخيرة العديد من القصور المماثلة في أنغولا وبوروندي وغينيا بيساو وليسوتو وملاوي وموزمبيق وسيراليون وتوغو. 

احدثها قصر البشير الجديد الذي تم تشيده على مساحة 150 الف متر مربع يتكون من 3 طوابق، خصص الأعلى منها مكتبا رئاسيا، والثاني لنواب الرئيس، و10 قاعات اجتماعات، و7 صالات استقبال، فضلا عن المكاتب الإدارية والتحكم والإعلام، بالمبنى موقف للسيارات في الطابق تحت الأرضي «بدروم»، إضافة إلى 14 مصعدا.

ونقلت الشرق الأوسط في 2015 عن مدير متحف القصر الجمهوري ومدير إدارة العلاقات العامة عبد الناصر سر الختم تقديرات للتكلفة بحدود (40 – 45) مليون دولار أميركي.

وحسبما اعلنت الخرطوم فأن القصر الرئاسي شيد بمنحة صينية كاملة ووفقاً لوسائل اعلام سودانية محلية أن الصين ستمول بناء القصر وفقا لمنحة قدرها 40 في المائة على أن تمول الحكومة السودانية قرضا صينيا بالمبلغ الباقي. 

أستفسرت (الجماهير) صباح اليوم الاثنين مسؤول بالقصر الرئاسي في الخرطوم عن تأمين المقر الرئاسي الجديد بعد حادثة الاتحاد الأفريقي ؟

قال المسؤول الذي أشترط حجب أسمه:  ” نحن مطئنون هناك فرق تقنية تقوم بمراجعة الشبكة بشكل دوري، و أضاف ” نعم كل الانظمة الإلكترونية وحتى الأثاث قدمه الاصدقاء الصينيون لكن لم نكتشف أي امر غير طبيعي خلال الثلاث سنوات الماضية”. 

هدية مُتحكم فيها

مقر الاتحاد الأفريقي


بالعودة لما كشفت عنه صحيفة لوموند أن مبنى الاتحاد الأفريقي -الذي هو في الواقع “هدية من الصين لأصدقائها بأفريقيا“- تم تجهيزه بالكامل من قبل الصينيين الذين سلموه جاهزا من حيث الأنظمة الإلكترونية، لكنهم تركوا فيه خللا يمكنهم من الاطلاع على كل المبادلات والإنتاج الداخلي في المنظمة.

ونقلت لوموند عن مصادر داخل الاتحاد الأفريقي قولها إن الصين تمكنت من التجسس على جميع المحتويات الحساسة، وهو ما يمكن أن يوصف بأنه تسرب مذهل من البيانات، امتد من يناير/كانون الثاني 2012 إلى يناير/كانون الثاني 2017.

وذكرت لوموند أنها اتصلت بالبعثة الصينية لدى الاتحاد الأفريقي بشأن هذه المسألة، لكنها رفضت التعليق عليها.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الاتحاد الأفريقي -اشترط عدم ذكر اسمه- قوله “لقد استمر هذا الوضع مدة طويلة، وقمنا بعيد اكتشاف هذا الأمر بالاستغناء -دون إثارة فضيحة- عن المهندسين الصينيين الموجودين في مقرنا الرئيسي في أديس أبابا، كما اتخذنا بعض الخطوات لتعزيز أمننا الإلكتروني”.

وأضافت لوموند أن الاتحاد الأفريقي اقتنى منذ ذلك الحين خوادمه الخاصة ورفض عرضا للصين بتولي مهمة إعدادها.

وضمن الإجراءات التي اتخذها الاتحاد، تقول لوموند إن جميع الاتصالات الإلكترونية الخاصة بالاتحاد الأفريقي أصبحت مشفرة، كما أنها لم تعد تمر عبر شركة إثيو تليكوم، المشغل العام للهواتف في إثيوبيا، كما أن مسؤولي الاتحاد الكبار أصبحت لديهم خطوط هاتف خارجية وتطبيقات أكثر أمنا.

ولئن كانت هذه العملية الضخمة مكنت من التسلل لأنظمة الحواسيب مدة خمس سنوات كاملة، فإنها كذلك أقنعت بعض كبار المسؤولين في الاتحاد الأفريقي بأن الوقت قد حان لتأمين الفضاء الإلكتروني للاتحاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى