معاوية واحد من شباب الاسلاميين الذين تركوا الشهادات والتأهيل العلمي وتفرغو للعمل الاسلامي طيلة عشرية الإنقاذ الاولى من غير كادر وظيفي وعقد عمل يحميه من تقلبات وامزجة القادة . بعد المفاصلة إختار جانب المنشية ولكن رفاق السلطة لم يتركوه في حاله ،سلطوا عليه أعوانهم ليراقبوه توجسا من نشاطه وعلاقاته القديمة . . فكشف أمرهم وترك ملاحقيه يقعوا في الفخ وعندما اصطادهم قال لهم قولوا لمن أرسلكم العدو ما معاوية في الغابة . وقال لهم قولوا لقائدكم الجيش عندما يدخل المعركة بضع خطة الانسحاب ماتجروا خلف البشير
تذكرت قصة أخونا معاوية الذي هو الآن دكتور في الكيمياء الحيوية بعد ان نالها من دبلن التي هاجر اليها بعد أن ضيقوا عليه المنافذ .وهو الان استاذ بجامعة من جامعات الخليج. تذكرت قصته الساحة مشغولة بالتعديلات الدستورية الخاصة بالحريات وموقف حزب المؤتمر الشعبي منها.
أدعياء السياسة و الذكاء التكتيكي ظنوا أنهم أحاطوا بالشعبي بعد أن تمكنوا من قيادته ومفاصل حركته في لجان الحوار . ولكن فات عليهم أن مصمم المشروع خبير ومجرب . الدكتور الترابي عندما دخل مع النظام في عملية الحوار وسبح ضد تيار المعارضة وشواهد الأحداث لهو أعلم العارفين بالنظام وعقله المدبر . فساند انفراد الرئيس بالسلطة ودعمه في تمرير صلاحياته ذاتها التي فاصله عليها .ودعم التعديلات الدستورية التي تكرس له السلطة في الدولة والتعديلات في لوائح الحزب الحاكم ليصبح البشير السلطان الأوحد
بالأمس شهد النائب علي أبرسي على نفسه ونواب البرلمان أنهم لا يودوا ولا بجيبوا . وقبله قال النائب السابق علي عثمان طه أن المؤتمر الوطني يواجه امتحان التخلي عن السلطة . والبشير يهمس للمقربين منه أنه يواجه معارضة شديدة من الإسلاميين في الحزب الحاكم وحملة إعلامية من اليسار المعارض فأصبح مبارك الفاضل أقرب إليه من دكتور نافع والشيخ السنوسي أقرب إليه من علي عثمان
ولكن الجنرال هذه المرة يذهب في اتجاه واحد فقد أحرق الشيخ عليه المراكب .وبعد توقيع الوثيقة الوطنية و تعهده بتنفيذ مخرجات الحوار و شهد عليه العالمين والحريات محروسة بقواعد واعية عضوية المؤتمر الشعبي لن تستطيع قيادته المساومة بها و لن يستطيع هو التراجع فقط عليه تحديد طريقة نهايته إما بطل قومي جنب بلاده الدمار ووضعها على طريق الديمقراطية أو الانتحار كيف شاء على طريقة هتلر رصاصة يطلقها بنفسه على رأسه أو على طريقة القذافي