أخبار

«النور حمد»: من يشعل الحرب عليه ألا يشتكي من الانتهاكات 

الجيش مليشيا تخدم تنظيمًا عقائديًا.

الحرب فضحت الإسلاميون أمام السودانيين والعالم.

من يشعل الحرب عليه ألا يشتكي من الانتهاكات والتجاوزات.

قال الأكاديمي والمفكر السياسي، النور حمد، في حوار أجرته معه صحيفة إدراك الإلكترونية، نشر مساء الثلاثاء، إن الانتهاكات والتجاوزات سمةٌ ملازمةٌ لجميع الحروب، ليس في السودان وحده وإنما في كل أنحاء العالم وعبر كل العصور المختلفة. 

وعرف “حمد” الحرب بكونها “تقويض حكم القانون”، فـ”الحروب والتوترات والاضطرابات الداخلية يصحبها عادةً، وفي أحسن الحالات، إعلان لحالة الطوارئ، والتي بدورها تعني تعليق حكم القانون وإخضاع كل شيء للتقديرات العسكرية”، على حد تعبيره.

وبهذا المعنى، فإن الحرب في رأي “حمد” تفتح الباب واسعًا للتجاوزات، بما في ذلك القتل غير القانوني والاغتصاب والنهب، وغير ذلك. موضحًا، أن من يشعل الحرب عليه ألا يشتكي إطلاقًا من الانتهاكات والتجاوزات، في إشارة للحركة الإسلامية. 

ومن وجهة نظره، فإن كتائب الإسلاميين هي التي أشعلت حرب 15 أبريل، بضرب قوات الدعم السريع لأنها وقفت مع الاتفاق الإطاري، و”هذا ما أثبتته إفطارات رمضان المصورة والموجودة على تطبيق يوتيوب”. ولكن بسبب سوء التقدير وعدم التحسب للعواقب فشلت خطتهم للحرب، وأصبحت البلاد برمتها في كف عفريت.

تسليط ضوء انتقائي على الانتهاكات:

وأفاد “حمد” بأنه ما من شك أن قوات الدعم السريع قد قامت بانتهاكات واسعة النطاق، وأن قيادة الدعم السريع لا تنكر وقوعها. ومع ذلك، اعتبر التسليط الكثيف للضوء على انتهاكات قوات الدعم السريع، “تسليطًا انتقائيًا أحادي الجانب، لا يتعدى كونه جزءًا من بروباغندا الحرب التي تقف وراءها الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن، يعاونهم في ذلك أُجراؤهم من إعلاميي النظام البائد”. 

ونوّه إلى أن الجيش السوداني ظل يمارس الانتهاكات منذ الاستقلال وإلى هذه اللحظة، وأن بقاء قيادته الراهنة سيؤدي إلى ممارسة مزيد من الانتهاكات. والجيش وفقًا لـ “حمد” مليشيا تخدم تنظيمًا عقائديًا وليس جيشًا مهنيًا احترافيًا.

وأردف “حمد” بأن الإسلاميين حولوا حرب الجنوب بعد مجيئهم للسلطة، إلى حرب بين المسلمين والكفار، و”قد شهدت انتهاكاتٍ مروعةً على مدى عقود؛ شملت حرق قرى المدنيين برجالها ونسائها وأطفالها. كما شملت اغتصابات لا عدَّ لها. وقد جرى نفس الشيء في دارفور وفي جبال النوبة وفي النيل الأزرق على مدى سنوات عديدة”.

وأشار إلى أنباء عن ممارسة الجيش لانتهاكات واسعة بعد استعادته للجزء الشرقي من أم درمان، شملت نهب البيوت في أحياء ودنوباوي والعمدة والقلعة والركابية والمسالمة وأبوروف وغيرها.

“ليس هناك حرب نظيفة”:

ووفقًا لرأيه، فإن إيقاف الانتهاكات يرتبط بوقف الحرب، فليس هناك وجود لحرب نظيفة، معللًا: “لا يعني استمرار الحرب، ومن ثم استمرار ذوبان سلطة القانون، سوى الاستمرار في الانتهاكات وفي كل أنواع الفظائع التي تتبع الحرب، وعلى رأسها موت الناس بالسلاح وموتهم جوعًا ورهقًا، وبسبب الأوبئة، بل وبسبب الضغوط النفسية الهائلة التي تفوق طاقة البشر على الاحتمال”.

وتابع “حمد”: “أن هذه الحرب كسرت شوكة العنف التي استند عليها الإسلامويون في إبقاء السلطة في أيديهم وإقصاء جميع من عداهم عنها، حتى أضحوا مثل الضيوف في بلادهم”. محذرًا من أن “من يستقوي على العزل باستخدام العنف سيواجه حتمًا من هو أقوى وأعنف منه”. وبرأيه، “هذا ما حدث لصلف الإسلامويين وطغيانهم وتجبرهم. أشعلوا الحرب فمرغت الحرب أنوفهم في الرغام وفضحتهم وسط السودانيين وعلى مستوى العالم”.

وبيّن أن الحرب التي تجري في السودان، ورغم المأساة التي الضخمة التي تسببت فيها، إلا أنها ستكون “الجسر المفصلي الذي ستعبر منه البلاد إلى حالة السلام المستدام”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى