اخرى

انتهاكات جهاز الأمن بالقضارف  .. سنوات من عَذاب وآمال عذاب

 

جعفر خضر

يومان في السجن :

أصدرت مجموعة “قضارف ضد الفساد” بيانها الرابع ، والذي تناول مشكلة مياه القضارف ، بعد أن أصدر والي القضارف قرارا يقيد إصدار البيانات ، وجاء في افتتاحية البيان (انتزاعا لحقنا في حرية التعبير الذي كفله لنا دستور الولاية ودستور السودان والمواثيق الدولية والأديان السماوية ، وتجاوزا لقرار والي القضارف الجائر وغير الدستوري الذي منع بموجبه إصدار البيانات والمنشورات ؛ ها هي “قضارف ضد الفساد” تمارس حقها الطبيعي وتصدر بيانها رقم 4 ولسان حالها يردد : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟!!) وبعد أن فرغنا من توزيع حصتنا من البيان أنا وشقيقي رامي خضر في سوق القضارف ظهر الخميس 15/1/2009 تم اعتقالنا أثناء عودتنا وبعد خروجنا من السوق سيرا على الكرسي المتحرك وعلى أقدام رامي ، تم القبض علينا بواسطة الشرطة الأمنية ونقلنا إلى مكاتب خاصة بالشرطة الأمنية ، وحقق معي متحري الشرطة الأمنية وأقررت بأني كتبت البيان واعترفت بأنني شاركت في كتابة بيانات من قبل وأكدت أنني سأكتب في المستقبل ، ولم أجب عن سؤاله عن مكان طباعة وتصوير البيان . وقام صول بالشرطة الأمنية والرقيب عارف عبد الله الحسن بالاعتداء على أخي رامي ، وتم تهديده بأنه لن يجد فرصة عمل فقد وجدوا معه شهادة تخرج حديثة . ثم أخذونا إلى قسم الشرطة الأوسط ، وتحدثوا مع الشرطي عن جريرتنا وقرار الوالي بمنع البيانات ، وقال لهم الشرطي كلاما مفاده أن ليس لدينا مادة في القانون تُجرّم إصدار البيانات ، فطلبوا قائمة مواد القانون الجنائي المعلقة على جدران القسم ، خرجوا بها ونظروا فيها وعادوا وفتحوا البلاغ بالمادة 66 ترويج أكاذيب!! رغم أنهم قبضوا علينا بتهمة توزيع بيان ، وأعيد التحقيق معنا ، وأدلينا بذات الأقوال وقد كانت المعاملة جيدة مقارنة بمعاملة أفراد الشرطة الأمنية ، تم إيداعنا سجن القسم الأوسط ، وبعد ذلك في السجن تم فصلنا أنا ورامي عن بعضنا البعض ، رغم أنني كنت أحتاج إليه بجانبي لظرفي الصحي ، وبدا لي أن أوامر من عل تنزلت على العساكر الطيبين . تحركت قوة من الشرطة إلى بيتنا وأخذوا رامي معهم وفتشوا قطيتي وأحضروا جهاز كمبيوتر وطابعة وكتاب للإخوان الجمهوريين ، وفي الطريق اعتدى الرقيب عارف عبد الله الحسن على رامي .

قضينا يومين في السجن ، بتنا الليلة الأولى داخل الزنزانة والليلة الثانية على أرضية أحد مكاتب القسم . وجدنا في السجن أطفالا ومراهقين مدمنين وأحباش مساكين وراعي دخلت بهائمه في مشروع آخر أناس من هذا القبيل ، ووجدنا الإمداد المائي قاطع داخل السجن وبات عدد من المساجين عطشى .

بكت أمي بدموعها عندما زارتنا هناك . وتم إطلاق سراحنا بالضمان بعد يومين .

(الرقيب عارف عبد الله الحسن أخضر اللون ممتلئ الجسم أميل إلى الطول وهو من أبناء القضارف ويعمل بالشرطة الأمنية ويعمل كسائق ركشة بمدينة القضارف ، وأحد العناصر الفاعلة في اعتقال الناشطين سياسيا )

أقام تجمع القوى السياسية والديمقراطية تحت شعار “قضارف ضد الفساد” مؤتمرا صحفيا مساء الخميس 29/1/2009 بدار المعلمين حول تداعيات البيان رقم 4 الخاص بزيادة تعريفة المياه والذي أسفر عن القبض علينا والاستيلاء على ممتلكاتنا . وتحدث في المؤتمر قانونيون وسياسيون .

 

ومنع الرقيب الأمني نشر وقائع المؤتمر الصحفي بصحيفة “أجراس الحرية” وتم نشرها في الصفحة الالكترونية للصحيفة . لم تصل القضية المحكمة ورفض وكيل النيابة أن يستلم مني طلب استعجال القضية ، واستعدت جهاز الكمبيوتر والطابعة بعد مرور أكثر من أربع سنوات .

 

جهاز الأمن يعيرني بإعاقتي :

ووزعنا يوم الأربعاء 3/6/2009 بيانا باسم مجموعة “قضارف ضد الفساد” حول مشكلة مياه القضارف ، وشاركت ظهر ذات اليوم في المظاهرة السلمية التي اخترقت سوق القضارف مستنكرة غياب الماء عن المدينة .

مظاهرة الأربعاء يونيو 2009

 

نشرت يوم الأحد 7/6/2009 صور المظاهرة ـ التي صورها رامي خضر ـ بموقع سودانيزاونلاين ، تم استدعائي لمكاتب جهاز الأمن على الأرجح يوم 10/6/2009 ، وسألني الضابط مليت (من أبناء جنوب السودان) الذي استجوبني ، والذي زعم أنه ينتمي للحركة الشعبية ، سألني عن البيان ولم يسألني عن نشر صور المظاهرة ، وظني أن موضوعهم هو الصور المنشورة ، وسأل أين أدلة الفساد ؟ فقلت له كون أن 70% من ميزانية الدولة تذهب للأمن والدفاع فهذا فساد .. انتفض واقفا مظهرا الغضب ، وسأل يتأكد مما قلت .. فأعدت عليه الكلام .. فذهب إلى أحد المكاتب وأحضر ورقة وطلب مني أن أكتب ما قلت ، فكتبت ، طلب مني أكتب اسمي ، فكتبته ، عاد إلى المكتب (وظني أن هنالك من يوجهه لما يجب أن يفعله) ورجع ليقول لي بصورة جلية ومكثفة أن الله قد خلقني هكذا لأنني زول سيئ ، فوجئت اندهشت ، استغربت ، ارتبكت . ثم تركني أذهب ، لم أحك لأحد قوله هذا بأن الله خلقني هكذا لأنني زول سيئ ، ولم أكتب عن ما حدث .

 

إساءات واعتداءات من جهاز الأمن :

تم استدعائي يوم الأربعاء 20/10/2010 وتم أخذي بعربة جهاز الأمن مع مرافقي شقيقي رامي . طلب مني ضابط صف بجهاز الأمن اسمه الطاهر عبد الصمد وكنت وقتها سكرتيرا عاما لمنتدى شروق الثقافي بالقضارف ، طلب مني التوقيع على إقرار بعدم مزاولة المنتدى لنشاطه ، وقال أن المنتدى قد خرج عن أهدافه الثقافية إلى أنشطة سياسية . ولم أوقع على الإقرار ، فأخبر منسوب الأمن النقيب محمد قسم الذي قام بتوجيه إساءات بالغة لي ولرامي ولكل أعضاء المنتدى (صعاليك وعواليق وما عندكم دين) وهددني بالتعذيب والقتل ، ودفع وجهي بيده ، وتدخل رامي ليحول بيني وبينه ، فضرب رامي ضربا شديدا ، تم ذلك أمام الطاهر عبد الصمد ، الذي لعب دور الحجّاز ، ومنسوب آخر للأمن . وقال محمد قسم (إذا كان المنتدى مسجل فقد ألغيت تسجيله الآن ، وكان رجال تاني أعملوا منتدى) ، وذهبنا .

(النقيب محمد قسم أصفر قصير له لحية قصيرة جسمه أميل للامتلاء ، مسقط رأسه قرية الشريف يعقوب شرق مدني ويعرف هناك بـ “ود عراقل” ، لاحقا تم نقله من القضارف) 

 

 نواصل 

_____________________

لقراءة التوثيق كامل 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى