نازحين من مدينة نيالا ينظموا وقفه في الفاشر ضد الحرب
الخرطوم – الجماهير: تتأهب قوات الدعم السريع لمعركة أخيرة للسيطرة على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، ضد ما تصفهم بفلول النظام السابق داخل الجيش الذي يقوده الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان. فبعد فرض سيطرتها على مدن (نيالا، الضعين والجنينة وزالنجي) يتحدث مناصريها أن الطريق إلى عاصمة الإقليم أصبح ممهداً، لكن هذه المعركة المرتقبة تواجه عاصفة من التحذيرات المعلنة والضغوط الخفية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
فبعد التحذير الصادر من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لقوات الدعم السريع من شن أي هجوم على الفاشر، مشيرا إلى أن ذلك سيعرض المدنيين للخطر.
قالت قناة الشرق السعودية اليوم السبت، أن الإدارة الأميركية تمارس ضغوط على القوات المسلحة والدعم السريع لتجنب الدخول في مواجهات عسكرية بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وأضافت القناة بحسب مصادرها ، أن الدبلوماسيان الأميركيان دانيال روبنستين وجون جودفري طلبا من قوات الدعم السريع عدم مهاجمة مدينة الفاشر.
مع كل ما سبق فأن تداعيات الحرب على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور متواصلة، حيث كثفت قوات الدعم السريع، هذا الأسبوع، هجماتها على عدة مدن رئيسية في دارفور، كما هاجمت الثلاثاء قاعدة الجيش في الفاشر بالطائرات المسيرة، بعد أن وصلتها تعزيزات عسكرية ضخمة من ولاية جنوب دارفور.
في ظل هذا التصعيد العسكري، دعا حاكم ولاية شمال دارفور نمر محمد عبدالرحمن، سكان المدينة بمغادرة المناطق الواقعة في دائرة الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
في المقابل، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الجيش بمحاولة إحداث فتنة بين قواته والحركات المسلحة في الفاشر، ودعا الحركات المسلحة إلى حفظ الأمن مع قواته في مناطق سيطرتها.
وأدى التصعيد العسكري في الفاشر إلى نزوح آلاف المدنيين من المدينة، مما يثير مخاوف بشأن الآثار الإنسانية للحرب الأهلية السودانية.
ولا يزال الوضع الأمني في الفاشر متوترًا، حيث تشير التقارير إلى أن قوات الدعم السريع تستعد لشن هجوم واسع النطاق على المدينة.
وتواجه مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور تحديات كبيرة في ظل استمرار الحرب السودانية، حيث تتعرض المدينة لخطر الهجمات العسكرية، كما يعاني سكانها من نقص الخدمات الأساسية.
وأفادت مصادر بحركتي العدل والمساواة التي يتزعمها جبريل إبراهيم وحركة تحرير السودان برئاسة أركو مناوي الذي يشغل حاكم إقليم دارفور، أن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان طلب منهم التحرك من منطقة الحياد والدخول لمساندة الجيش.
وذكرت المصادر، أن مناوي وجبريل طالبوا بأمداد عسكري قبل إى تحرك وهو ما لم يتوفر لهم.
وفي مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، أبلغ شهود وكالة «أنباء العالم العربي» بأن طيران الجيش قصف مواقع تابعة لقوات «الدعم السريع».
وقال شهود إن واحدة من القذائف سقطت على منزل في حي الوحدة شرق بالفاشر، مما أدى إلى وفاة صاحب المنزل وطفلة وتدمير المنزل بالكامل، بينما يجري البحث عن بقية أفراد العائلة تحت الأنقاض.
وتكثف قوات «الدعم السريع» عملياتها العسكرية للسيطرة على مقرات الجيش في أقاليم دارفور وكردفان والخرطوم، في وقت تتواصل فيه المحادثات بينها وبين الجيش السوداني في جدة برعاية السعودية والولايات المتحدة، والتي يشارك فيها أيضاً الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) والاتحاد الأفريقي وآخرون.
وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، التي تتكون من حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام، والمعنية بحماية المدنيين في الإقليم، إنها تمكنت، الثلاثاء، من إجلاء طاقم من الأطباء الأتراك من مدينة نيالا في جنوب دارفور إلى الفاشر في الشمال، بعد اشتداد القتال في نيالا.
مناوي – جبريل
ويراى مراقبون أن الوضع في السودان لا يزال غير واضح، وهناك احتمالية أن تتغير مسار الحرب في أي وقت.
ويضيفوا ” إذا نجح البرهان في إقناع الحركات المسلحة بالتدخل في الحرب لصالح الجيش، فإن ذلك سيعطي الجيش ميزة نوعية على قوات الدعم السريع. لكن ذلك لن يؤدي إلى إنهاء الحرب لصالح الجيش في غضون فترة قصيرة، وسيقود البلاد إلى حرب أهلية. أما إذا رفضت الحركات المسلحة التدخل في الحرب، فإن ذلك سيترك الجيش وقوات الدعم السريع في حالة مواجهة مباشرة، مع احتمالية أن تتدخل أطراف خارجية في الحرب.
اما السيناريو الثالث وفقا للمراقبين هو نجاح جهود الوساطة الجارية في جدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات سلام جديدة.
لكن تبقى هناك عدة عوامل ستؤثر على مسار الحرب السودانية اهمها موقف المجتمع الدولي فإذا زاد الضغط الدولي على الأطراف المتحاربة، فقد يؤدي ذلك إلى إنهاء الحرب.