عبد الله علي إبراهيم

زرق يحكمون سمر وسود: طالبان أكسفورد وكمبردج

عبد الله علي إبراهيم

من بين ما تتذرع به صفوة الرأي في السودان في تمييز السودان كالمستعمرة المحبوبة للإنجليز أنهم لم يكونوا يبعثون لإدارته سوى خريجي أكسفورد وكمبردج ( Oxibridge). وهذا التمييز، على بأسائه، أعرج حتى نعرف من كان يبعث الإنجليز لحكم غيرنا في أفريقيا وآسيا. فرحم أكسفورد وكمبردج ولود ولا يمكن لإدارة السودان، التي لم تستوعب سوى 393 إدارياً من الجامعتين على طول فترة استعمارنا، استنفاد خريجيهما. ناهيك بأنه كان لجامعة أدنبرة الأسكتلندية نصيب معلوم في خدمة السودان الاستعمارية.

متى سمعت العزة بحكم طالبان أكسفورد وكمبردج انصرف ذهنك إلى الشطارة الأكاديمية. وللأسف لم تكن تلك ميزة من عينهم الإنجليز للخدمة في السودان. فخلافاً للتعيين في الخدمة في الهند مثلاً لم يخضع المتقدمون للخدمة الاستعمارية في السودان لامتحانات أكاديمية يكرم بها المرء أو يهان. فكل المطلوب من المتقدم أن يكون ذا سابقة في الرياضة. بس. وغلب بينهم لذلك من حازوا على درجة الشرف الثانية ولثالثة . . . لا الأولى. واعتبرت حكومة السودان في التعيين أيضاً سابق الخدمة الممتازة في الجيش البريطاني.

لم تكن بريطانيا تعتقد أن السودان مستعمرة تطلب نيرات العقول. كان في نظرها “منطقة شدة” لا يصلح فيها إلا صاحب الجسد الشديد، حمّال المصاعب، طلاّع الجبال، الخائض الوحل. وقال جيمس روبرتسون السكرتير الإداري للحاكم العام في خمسينات القرن الماضي أن تميزهم الرياضي في المدرسة والجامعة قد زودهم بالثقة في النفس لمقابلة الوحشة والعزلة في السودان يديرون شؤون جماعات واسعة من السكان.

وصمم الإنجليز شروط خدمة مغرية للعمل في السودان اعتبرت أنه منطقة طاردة. فأجر من تعينهم مجز. ويمكن للإداري أن يتقاعد بعد 20 عاماً من الخدمة. ومنحوهم إجازات طويلة للترويح عن النفس. ويُضاعف الأجر للخدمة في الجنوب كمنطقة شدة داخل منطقة شدة.

وبلغ من استبداد التأهيل الرياضي (لا العلمي) في التعيين للخدمة في السودان أن سارت العبارة: “زرق يحكمون سمر وسود”. والزرق هنا إشارة للجوائز التي ينالها الرياضي في جامعتي أكسفورد وكمبردج في منافسات صعبةبالجامعتين. والسمر والسودهم نحن.

حكمنا من طالبان أكسفورد وكمبردج قوي الشكيمة الرياضية لا العلمية. فما وجه التباهي؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ