تقارير وتحقيقات

طائرة مسيرة تستهدف الإفطار الجماعي لكتيبة البراء بن مالك الإسلامية

  • تقرير: الجماهير

الثلاثاء الماضي، لقي اثنا عشر شخصًا مصرعهم، وإصابة (30) آخرين بجروح بالغة، بمدينة عطبرة، شمال السودان، عقب انفجار طائرة مسيرة استهدفت إفطارًا رمضانيًا ل”كتيبة البراء بن مالك” التي تقاتل في صف الجيش السوداني، وهي كتيبة إسلامية يقودها “المصباح أبو زيد” الذي لديه تصريحات شهيرة – نشرها قبل الحرب بأيام- تنذر بقيام الحرب ومدى جاهزيتهم كجماعة إسلامية لها.

ومؤخرا، نشطت كتيبة البراء في العمليات القتالية لصالح  الجيش السوداني، حيث ظهر أعضاؤها بكميات هائلة في المعارك الأخيرة بأمدرمان بين الجيش والدعم السريع. وبحسب الأنباء المتداولة، فإن الكتيبة حققت اختراقًا كبيرًا داخل قيادة الجيش السوداني، مما ساهم ذلك في إعجاب بعضهم بها، وتخوف البعض الآخر. كما ذهب محللون إلى أن الإسلاميين ككل اخترقوا الجيش السوداني عبر هذه الكتيبة.

الخميس الماضي، حذر نائب قائد الجيش، شمس الدين الكباشي من “المقاومة الشعبية” التي اتخذت مساحة خارج سيطرة وتحكم الجيش. وهي المقاومة التي استغلتها جماعة الإسلاميين لتمكين نفسها داخل الجيش، بل وخطف القرار عنه. وأضاف: “الخطر القادم على البلاد ستكون المقاومة”، محذرا من استغلالها لصالح أي حزب سياسي.

في حين، دافع مساعد قائد الجيش، ياسر العطا، وبعد تصريحات الكباشي مباشرة، خلال إفطار رمضاني بوادي سيدنا، عن المقاومة الشعبية ودعا للتمسك بها وعدم الالتفات للأقوال السلبية بشأنها.

جدير بالذكر، أن إعلان المقاومة الشعبية والاستنفار قد جاء بعد أشهر قليلة من قيام الحرب، ووقتها ظهرت قيادات من النظام الإسلامي في مدن ك”مدني والقضارف وعطبرة وشندي.. إلخ”، يحثون المواطنين على حمل السلاح ضد قوات الدعم السريع. مما أثار غضب بعض الفاعلين السياسيين من ظهور عناصر النظام البائد للمشهد من جديد.

وأعتبر البعض أن تصريحات الكباشي الأخيرة موجهة لتنظيم الإسلاميين، الذين هم وحدهم من ظلوا يشهرون هويتهم السياسية داخل القوات المسلحة. كما ذهب محللون، إلى أن “اتفاق المنامة” بين كباشي، ونائب قائد قوات الدعم السريع، عبدالرحيم دقلو، قد فشل بسبب عدم رغبة الإسلاميين المسيطرين على بعض قيادة الجيش في إيقاف الحرب.

ومع أن ليس هناك تأكيدا حول مصدر الطائرة المسيرة، التي استهدفت تجمع كتيبة البراء بن مالك، إلا أن هناك من ربط بين تصريحات الكباشي الأخيرة وحادثة ضرب الإفطار الرمضاني. إذ يبدو أن كباشي غير راض عن نشاط الجماعات الإسلامية داخل الجيش السوداني.

جدير بالذكر، أن كتيبة البراء بن مالك اشتهرت بالأعمال العدائية المخالفة لأخلاق الحرب. حيث أظهرت تشددًا أقلق المراقبين للمشهد في السودان، إذ اتهمت الكتيبة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية منها: تصفيات بحق مدنيين على أساس العرق، وقتل الأسرى، الذبح وقطع الرؤوس والتشهير بها، وما إلى ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى