رأي

عبد الرحمن الكلس يكتب: باريس بلا كيزان

عبد الرحمن الكلس:

كعادتها أصدرت خارجية حكومة (بورت كيزان) بيانًا يجلب الضحك والشفقة في آن، حيث أعربت فيه عن “بالغ دهشتها واستنكارها عن تجاهلها وعدم دعوتها” للمشاركة في المؤتمر الوزاري حول الوضع الإنساني، والذي تنظمه وزارة الخارجية الفرنسية وألمانيا بمشاركة واسعة من دول الاتحاد الأوروبي، يوم الإثنين 15/ أبريل الجاري.
خارجية الكيزان؛ إما تعتقد أنها قادرة على فرض حكومة الأمر الواقع على دول العالم والإقليم، وهذا أمر مستحيل، أو تتخيل أنها معترف بها، وهذا جهل كبير. فالعالم كله -ما عدا إيران- لا يعترف بوجود حكومة في السودان منذ انقلاب البرهان في 25/ أكتوبر 2021م، فما بالك بعد أن أشعل حرب الخامس عشر من أبريل وأتى بالإرهابيين من كل حدب وصوب!

العالم لا يعترف ولن يعترف بحكومة إرهابية تقودها كتائب الإخونجية والدواعش.

تسائل بيان خارجية (بورت كيزان) الكسير؛ “كيف ينعقد هذا المؤتمر حول شأن من شؤون السودان؛ الدولة المستقلة وذات السيادة والعضو بالأمم المتحدة، دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها وبدون مشاركتها!”.
أي حكومة يا بلهاء، هل تعتقدون أن العالم يعترف بقائد مليشيات (سناء) رئيسًا؟ وهو نفسه لا يعترف بنفسه، فقد قال في كلمته بمناسبة العيد ( لاءاته الثلاثة الغبية) إنه لا يعترف حتى بانقلابه، فما بالكم بالآخرين.
الآخرون يا سادتي يعترفون بحكومة عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، وتمت دعوته إلى هذا المؤتمر وإلى لقاءات أخرى، وفي ذلك رسالة واضحة جليّة بائنة (بينونة كُبرى) أن لا أحد في هذا العالم يعترف بكيزانكم وصعاليكم الأربعة البلهاء (برهان، كباشي، جابر، العطا). هؤلاء لا أحد يعترف بهم ولن يعترف بهم أحد مستقبلًا، إنهم الجنرالات في متاهتهم الكبرى.
يخاطبون العالم بعقلية (الإنصرافي) وكأن رئيسة الاتحاد الأوروبي هي (ندى القعلة) والرئيس الفرنسي هو (كمال ترباس)! يا لهول خارجية بورت كيزان ولعنتها، وزارة خارجية يرأسها الفاشل الداعشي الانتهازي “علي الصادق”، فماذا ترجون منها غير جلب المُسيرات من إيران، لا شيء لا شيء!

إن الوصف الذي أسبغته “وكالة الأنباء الفرنسية” على هذه الخارجية بتسميتها بـ(الخارجية السودانية الموالية للجيش)، هو الوصف الراسخ في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي وإيغاد وجميع الدول العربية إلاّ دولة واحدة تحبونها وهي لا تحبكم وتحب موارد السودان، وهذه ربما قد بدأت تستوعب الآن، أقول ربما!
العالم يعترف بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وبرئيسها، ولا يعترف بثلة المهرجين القتلة  واللصوص الفاسدين. ولن يشركهم في مؤتمر يسعى إلى سد الفجوة في ضعف تمويل الطوارئ (الحالات الإنسانية) في السودان والدول المجاورة، بمبلغ يقدر ب 2.7 مليار دولار، لأن حكومة اللصوص والقتلة غير مؤتمنة على أرواح مواطنيها ومصادر عيشهم، فهي تسرق الإغاثة وتبيعها جهارًا  نهارًا في أسواق بورتسودان وكسلا والقضارف والحاج يوسف وهيا وهمشكوريب. ثم ألا يكفيكم تقديم الدعوة لكلابكم ومصادركم الأمنية، وهم ثلاثة ورابعهم التيجاني السيسي، أو أربعة وخامسهم أمجد فريد؟!

هذا كله يهمنا جدًا، كما تهمنا أكثر الضربة القاضية التي تم توجهيها إلى حكومة بورت كيزان، وهي إنكم أيها العسكر والكيزان (لا في العيرِ ولا النفير)، “ليس أمامكم بابًا فتقصدونه وليس خلفكم بابًا فتلتفتون إليه”ـ كما قال الإمان النفري رضي الله عنه. إما المفاوضات أو الهزيمة الساحقة من الدعم السريع عسكريًا، ومن القوى المدنية الديمقراطية سياسيًا ودبلوماسيًا. إنها نهايتكم الحتمية، جهزوا أكفانكم وأرفعوا أصابعكم بالشهادة وانتظروا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى