رأي

أيوب عثمان يكتب: حركات الكفاح المُسلَّح من أجل المال وإعادة البرهان والكيزان إلى السلطة وحرق دارفور

أيوب عثمان نهار

إن ما يحدث الآن في الفاشر، يتحمل مسؤوليته الأخلاقية “مناوي وجبريل” اللذان يعلمان جيدًا تعقيدات المشهد العسكري والأمني والإنساني والاستقطاب الإثني والعرقي الحاد في شمال دارفور. لذلك كانت الحركات على الحياد وهو موقف جيد، حتى أتى الوقت الذي أعلن فيه مناوي وجبريل خروجهم عنه، والاصطفاف مع الكيزان القتلة المجرمين وكتائب البراء بن مالك الإرهابية! والنتيجة كما ترونه مزيدًا من النزوح والتشريد تحت دعاوي محاربة الجنجويد وتخوين كل من يخالفهم الرأي، وهم رضوا بأن يكونوا “فلنقايات” يقاتلون تحت جزمة وإمرة الكيزان والدولة المركزية. نعم هي ذات الدولة التي قتلت وشردت أهلهم، ومارست جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، والآن هم شركاء في مواصلة ممارسة نفس جرائم النظام البائد. وذلك من خلال تكرار ما حدث في 2003م بعد أكثر من (20) عامًا، والهدف واضح وهو تخفيف الضغط على الفلول في الجزيرة والخرطوم.

إذا كان مناوي يرغب في محاربة الدعم السريع، فالأخير موجود في القصر الجمهوري والجزيرة، ولكن من الواضح أن هدفه هو نقل الصراع المسلح إلى دارفور، فجلابة المركز لا يهمهم إنسان دارفور، والدم الدارفوري لا يشبه بقية دماء السودانيين بالنسبة لهم، بل هذه المرة ذهبوا إلى أبعد من ذلك وقاموا بقصف المدنيين بالبراميل المتفجرة في نيالا والمجلد، وهي مدن خارج نطاق الحرب، وتدمير منازل جنود يحاربون من أجل الكيزان وفي صف الكيزان جنبا إلى جنب! فأي تناقض وهوان وذلة أكبر من ذلك؟

أي كارثة إنسانية تحدث الآن في شمال دارفور تتحمل مسؤوليتها الجنائية والأخلاقية حركات مناوي وجبريل. وهم في الحقيقة حركات كفاح مُسلَّح من أجل المال، وإعادة البرهان والكيزان إلى السلطة، وحرق وتدمير دارفور بمن فيها، طالما هم في أمان في بورتسودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ