رأي

علي أحمد يكتب: بسبب العلاقة بإيران.. عودة السودان قريبًا إلى قوائم الإرهاب (2-2)

علي أحمد
علي أحمد

الآن وقع البرهان في شر (إرهابه)، يريد بدفعٍ وايعاز كيزاني أن يحصل على أسلحة من إيران، فيما هي لم تطبع حتى اللحظة علاقتها بالغرب والولايات المتحدة الأميركية، وإن كانت المفاوضات بينهما جارية، إلاّ أنّ الأرجح أن تتراجع وتتقهقر بعد أحداث (غزة)، وللأخيرة قصص وروايات تخص مقالنا وتخص الكيزان، فإليها: يلجأ الكيزان إلى طهران كلما استبدت بهم الأحوال وخسروا علاقاتهم الخارجية مع الدول كلها، وهم بارعون في ذلك بطبيعتهم تكوينهم النفسي والأيدولوجي.

استعادة العلاقات بطهران، وإن أكدتها خارجية “علي الصادق”، لكن تحفظت خارجية (الحرس الثوري) عليها، إذ لم يصدر عنها بياناً رسمياً يؤكد ذلك حتى لحظة كتابة هذا المقال، لكن السؤال هنا : ماذا سيجني البرهان وكيزانه منها؟؟
يعتقد على نطاق واسع في الغرب والولايات المتحدة، أنّ ما يدور في غزة الآن، هو صنع أيدي ملالي قُم، وأن بصمتهم واضحة فيه، وبالتالي فإن أي علاقة بإيران في هذا الوقت ستكون خاسرة لا شك، خصوصاً وأن تاريخ العلاقات السودانية الإيرانية مرتبط جذرياً بتهريب السلاح الذي يتم تجميعه وتصنيعه بمصنع اليرموك (الإيراني) التابع لهيئة التصنيع الحربي- أحد أذرع الإسلاميين داخل الجيش- والذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع الآن.

ولهذا المصنع قصة سنعود إليها لاحقاُ في عجز المقال. وقد ظلت الحكومة الكيزانية تعمل على تهريب الإسلحة إلى حركة حماس الفلسطينة (إخوان) عبر مهربين سودانيين وأجانب، فلم يكن أمام إسرائيل سوى ضربهم بصورايخ محمولة على طائرات، فمنذ عام 2009، شنت إسرائيل عدة هجمات على مدينة بورتسودان الساحلية حيث نقطة انطلاق عمليات التهريب، وتمكنت في أبريل عام 2011، من قتل المُهرّب الرئيسي؛ “عيسى هداب” الذي نجا من غارة 2009 استهدفت قافلة لتهريب الأسلحة وراح ضحيتها 119 شخصاً، جُلهم سودانيين.
نعود إلى اليرموك، فقبل ضربه بأشهر قليلة، نشر موقع “ويكيليكس” الشهير حينها، وثيقة فحواها أن إيران “أرسلت معدات نووية متطورة بينها أجهزة طرد مركزي إلى السودان”. لاحقاً رصدت أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية والعربية، مغادرة سفينتين حربيتين ميناء بورتسودان بعد توقف قصير، وبناءً على معلومات استخبارية، تم قصف مصنع اليرموك في 23 أكتوبر، 2012، حيث تأكد إنه كان يحتوي على أسلحة إيرانية ومرتبط بالحرس الثوري الذي يعتبر حسين أمير عبد اللهيان وزير الخارجية الإيراني الحالي، ابنه النجيب وخريج مدرسته الإرهابية.
واستطيع أن أقول الآن ، أن إيران نفسها لن تقدم شيئاً للبرهان وكيزانه، بل ستجعلهم يدفعون ثمن غدرهم لها باهظاً، إذ سيحاول عبد اللهيان أن يستعيد ما سرقه الكيزان من الحرس الثوري، من أموال وسلاح، ثم يضعهم خلف ظهره، كما فعلوا ببلاده بتلك الطريقة الدرامية الكيزانية (الممتعة)، والتي بدأت من إشاعة أن المراكز الثقافية الإيرانية تنشر التشيع في السودان حيث تم إغلاقها بطريقة استعراضية ، قبل أن تأتي الفرصة بالاعتداء على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة (مشهد)، في يناير 2016ـ، فهاج الكيزان ورغوا وأزبدوا وهتفوا ضد إيران، وكأن الاعتداء تم على سفارتهم، ثم سارعوا بطريقة حيرت العجم قبل العرب إلى قطع علاقتهم الدبلوماسية بإيران، قبل أن تقطعها السعودية ودول الخليج حتى، لقد قبضوا الثمن ياصاح، وهؤلاء عندما يقبضون يبيعون (أمهاتهم) دعك عن المرشد الأعلى المستعصم بـ(قم المقدسة). غدروا بإيران، غدراً غير معقول، من أجل حفنة أموال، ولأن (الفُرس) لا يتركون حقهم، فإنّ الفرذدق سيقتل مربعًا ، ولو بعد حين.
الآن، يا رفاق النضال ضد الطغمة الكيزانية – استطيع أن أقول لكم: لن يقبض البرهان وكيزانه من إيران سوى السراب والندم، لكن الأهم من ذلك – أن الفرصة قد سنحت أيضاً للدول الغربية والولايات المتحدة لإرجاع بلادنا إلى قوائم الارهاب وتصنيفها كدولة راعية للإرهاب – وهذا مؤسف حقاً.
على الكيزان وبرهانهم اللعنة إلى أبد الآبدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى