رأي

كمال أبو ندى يكتب: مناوي ضجيج بلا طحين

لم أجد في حياتي  شخصًا يطلق الكلام على عواهنه كالمدعو مني أركو مناوي، فهو كعادته كثير الضجيج وصفر الطحين جم التناقض. الرجل كالبوربون لم يتعلم شيئا وأظنه لن يتعلم. تتبعوا معي التحول الدراماتيكي الذي أحدثه الرجل منذ انعقاد مؤتمره الصحفي الذي عقد بأديس أبابا في مطلع شهر مارس، والذي قال فيه بالنص (إن مليشيات علي كرتي تحارب مع الجيش وبالتالي لم يقف معها لمحاربة الدعم السريع)، ومضى المارشال الذي هجم على السياسة بعربات الدفع الرباعي قائلا: (إن الجيش هو الذي ظل يسلح القبائل والكيانات الاجتماعية، وهو سبب لكل المشاكل التي حدثت في السودان). لم يكتف بذلك بل أكد على أن (فلول المركز) -مشيرًا إلى كرتي وأسامة عبدالله- يقاتلون مع الجيش، لم تمض أيام إلا وظهر لنا نفس المناوي بخطاب آخر ينكر وينسف فيه خطابه الأول، وهو موقف يتسق تماما بالنسبة لرجل معروف بالارتزاق منذ توقيعه على اتفاقية أبوجا 2006م، وهنالك قصص وحكاوي عن كيفية توقيع الانتهازي مناوي على الاتفاقية، سنعود لها في حينها.

 بعد ثورة ديسمبر الباذخة كان أحد خمائر العكننة وظل يتبنى مواقف متطرفة ضد الثورة وخلق صراعات مع المكونات المدنية وقوى الثورة حتى استطاع حميدتي أن يوقع معه اتفاق سلام جوبا، جاء على إثره حاكمًا لإقليم دارفور. وليت حميدتي لم يفعل، منذ مجيء المرتزق إلى الخرطوم ظل يعمل على إجهاض الثورة، فشارك انقلاب البرهان في 25 أكتوبر 2021م، فالرجل فقط يستهدف السلطة وليس على أدل على ذلك من قولته الشهيرة (مرة مع دوول ومرة مع دوول) وهي عبارة لا تحتاج منا لتفكيك. من أي طينة هذا الشخص الغرائبي والرغائبي في آن! فأمس ظهر في مؤتمر صحفي وعلى ذات طريقته دلق كثير من التلفيق والكذب.. غامزًا ولامزًا محاولًا اتهام قائد قوات الدعم السريع بأنه إسلامي، وأن الدعم السريع نفسه تخلق في كنف تنظيم الإخوان المسلمين.. ربما أراد أن يوصل رسالة هو نفسه لم يمتلك القدرة على إيصالها في قالب مفهوم. لكن ردًا على ما تفضلت به من خارم بارم نقول لك إن وضع حميدتي كنبي الله موسى الذي تربى في كنف فرعون وصار نبيا رسولا. حميدتي أيضًا يمثل أحد أهم زعماء ورواد الإصلاح والتغيير في تاريخ السودان قديمه وحديثه بعد الإمام محمد أحمد المهدي. لكن تظل الحقيقة الدامغة أن الذي يقاتل مع صفوف الحركة الإسلاموية بقيادة علي كرتي هو مناوي، والذي يقاتل مع كتائب البراء والدواعش هو أنت.. وحركة مناوي هي التي ظلت تستخدم المدنيين كدروع بشرية في مدينة الفاشر. 

قوات السريع بقيادة حميدتي تخوض هذه المعركة للدفاع عن نفسها في الحرب التي شنها فلول النظام البائد ومليشيات الجيش المختطف بواسطة جماعات الهوس الديني. مني أنت تمثل مدرسة جديدة تتجاوز الانتهازية والارتزاق والخيانة والفساد وترتمي في أحضان التنظيم الإخواني البغيض الذي أورد شعوبنا موارد الهلاك.. خطاباتك مهترئة مسكونة بالجهل الفاضح، هذه الحرب ليست عرقية كما تدعي أيها المأفون تتحدث بغير وعي ولا رشد، قوات الدعم قوات قومية تمثل كل الشعوب السودانية بكل خلفياتها وكياناتها الاجتماعية، والسيد القائد محمد حمدان دقلو استطاع أن يحجز مكانًا في أفئدة وعقول طيف عريض من الشعوب السودانية، وهي شعوب لا يراك إلا بعين التهكم، لأنك تمثل أحد معاول الهدم.

قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد 

وقد ينكر الماء طعم الماء من سقم 

شفاك الله وعافاك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى