تقارير وتحقيقات

إخوان السودان يدخلون عنق الزجاجة!!

الجماهير – عادل حماد: حالة من الإحباط واليأس دبت في صفوف الإخوان في السودان تكشفها هجرات العديد منهم إلى القاهرة بعد الهزائم المتتالية للجيش وحصار كتيبة البراء بن مالك من قبل قوات الدعم السريع وفقدانها لكثير من قادتها آخرهم معاذ عثمان يوسف بقاعدة جبل أولياء والذي بكاه قائد كتيبة البراء المصباح أبوزيد بكاء مراً ربما أنسى كثير من السودانيين والرأي العام المحلي والعالمي علاقة معاذ عثمان بمهند عثمان يوسف أحد قتلة الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل والذي هرب إلى الصومال ولقى حتفه هناك ومن هنا تتضح علاقة البراء بالفكر التكفيري وكيف أن الإخوان في السودان أدخلوا الخلايا الإرهابية في الحرب.

قتلة الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل

ويبقى السؤال لماذا أبدى الإخوان في السودان اعتراضهم على اتفاق بناء الثقة بين الجيش والدعم السريع مشددين على أن التزامات الجيش في هذا الاتفاق لن تمنعهم عن الوقوف خلفه؟

إعترض الإخوان على اتفاق اجراءات بناء الثقة لموافقة الجيش والدعم السريع على بندين هما احتجاز الهاربين السجون واتخاذ إجراءات حيال الأطراف المؤججة للنزاع.

وعلى الرغم من أن إعلان الوساطة لم يُحدد هوية من يُتخذ ضد الإجراءات، إلا أن كثير من التقارير تُشير إلى أنه معني بها قادة النظام السابق الذي يُشارك بعض عناصره في القتال إلى جانب الجيش ضد الدعم السريع.

ومن جهة أخرى يعاني التنظيم الإخواني من شح المال وضعف التمويل فالصرف على العمل العسكري ليس بالسهل وما يستقطع من ميزانيات المحليات والولايات الخاضعة تحت سيطرة الجيش لا تكفي ، ولم تعد وزارة المالية قادرة على تغطية البند الأول للصرف (المرتبات) ، وفشلت كل اللجان التي كلفها رئيس التنظيم الإخواني بمصر وتركيا في توفير الدعم اللوجستي ، كما لم يسهم الضباط الإخوان اللذين تم إعادتهم للخدمة في تحقيق انتصارات من شأنها رفع أسهم التنظيم وسط الجيش.

ومتلازمة الفشل لم تقف عند الهزائم العسكرية بل استفحلت الخلافات داخل المنظومة الاخوانية بالرغم من المحاولات للتكتم عليها حفاظاً على تماسك القواعد ، ولكن الخلافات المتجذرة بين حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهته الحركة الاسلامية على القيادة جعل القواعد تدور في حلقة مفرغة ومقسمة ومتنازعة جهوياً وفي خضم الصراع ضعفت الاستجابة للاستنفار وفر كثير من مجاهدي البراء بن مالك إلى القاهرة.

ولتلافي القصور ومحاولة اللحاق اتخذ كرتي عدد من التدابير أبرزها على الاطلاق إعادة بعض قيادات التنظيم العسكري من تركيا وتنشيط الضباط الإخوان اللذين هاجروا إلى مصر إلى عقد صفقات أسلحة وتوفير الدعم اللوجستي للجيش وكلف الضابط الإخواني (جمال الشهيد) بذلك.
لم تثمر جهود الإخوان في وقف الهزائم المتتالية وفكروا في تهريب القيادات خارج السودان قبل أن يبدأ الجيش في تنفيذ اجراءات بناء الثقة ولكن التسريبات التي تناولت ذلك كشفت الخطة ليواصل الإخوان في خطتهم القديمة وذلك بنسف جهود التفاوض في جدة وعرقلة الاتفاق في الملف الانساني واجراءات بناء الثقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى