أخبار

إيران تزود البرهان بطائرات مسيرة لتعزيز موقفه في الحرب

الخرطوم – الجماهير: زار وفد من المسؤولين السودانيين إيران في مهمة لشراء طائرات مسيرة إيرانية الصنع، وذلك بعد انتهاء حظر تجارة الأسلحة المفروض على طهران من الأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وكشف مصدر مطلع لـ”إيران إنترناشيونال” أن الهدف الرئيسي للوفد السوداني كان التدريب على تشغيل واستخدام الطائرات المسيرة التي يعتقد أنه تم استخدامها في حرب روسيا على أوكرانيا، والحوثيين ضد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتأتي هذه الخطوة في أعقاب إعلان وزارة الدفاع الأميركية عن رصد طائرة مسيرة إيرانية تحلق فوق السودان. وقد علمت “إيران إنترناشيونال” أن هذه الطائرة المسيرة هي جزء من مبادرة أوسع للحرس الثوري الإيراني لبيع الطائرات المسيرة إلى السودان، بهدف تعزيز نفوذه في المنطقة.

وتعتبر إيران أحد المصدرين الرئيسيين للطائرات المسيرة للسودان منذ سنوات، وتعمل الخرطوم باستمرار على زيادة قدراتها، من الاستطلاع إلى الهجوم. ومن بين الطائرات المسيرة الإيرانية التي يستخدمها السودان، “أبابيل-3″، وهي طائرة مسيرة صغيرة وخفيفة الوزن قادرة على حمل رأس حربي بوزن 45 كغم.

بالإضافة إلى ذلك، يستخدم السودان أيضا سلسلة “مهاجر” من الطائرات المسيرة، بما في ذلك “مهاجر-2″، و”مهاجر-4″، و”مهاجر-6″، مما يدل على اهتمام الخرطوم بتطوير قدراتها في مجال الطائرات المسيرة.

يشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني يواجه اتهامات بالمساهمة في زعزعة الاستقرار الإقليمي من خلال دعم الجماعات الوكيلة في الشرق الأوسط وخارجه. ويقول النقاد إن تورط الحرس الثوري الإيراني في صراعات مختلفة يثير مخاوف بين الفاعلين الدوليين بشأن نفوذ إيران وتأثيره المحتمل على الاستقرار الإقليمي.

اندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، عندما تراجع الجيش السوداني تحت قيادة عبد الفتاح البرهان من التزامته بالعودة إلى مسار الانتقال واجراء اصلاحات في المؤسسة العسكرية وتنقيتها من منتسبي نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. 

ورضخ البرهان لضغوط من جماعة الإخوان المسلمين التي رفضت الاتفاق الاطاري الذي يهدف إلى اقامة نظام مدني واخراج الجيش من السلطة. ومنذ ذلك الحين، اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهي قوة شبه عسكرية تحت قيادة محمد حمدان دقلو، المعروف أيضًا باسم حميدتي.

وتسببت الحرب في مقتل أكثر من 10,000 شخص وتشريد أكثر من 7 ملايين شخص. وقد حذرت الأمم المتحدة من أن الحرب تهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، التي تعد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

تأتي زيارة الوفد السوداني إلى إيران في وقت حساس، حيث تستمر الحرب في السودان. ويرى بعض المحللين أن هذه الزيارة تمثل محاولة من البرهان لتعزيز موقفه في الحرب، من خلال الحصول على دعم إيراني.

ويقول آخرون إن هذه الزيارة تمثل خطوة أخرى من قبل الحرس الثوري الإيراني لتوسيع نفوذه في المنطقة. ويخشى هؤلاء المحللون من أن يؤدي توريد الطائرات المسيرة إلى السودان إلى تفاقم الحرب وزيادة مخاطر الصراع الإقليمي.

تشير زيارة الوفد السوداني إلى إيران إلى عودة السودان إلى المحور الإيراني، بعد سنوات من الابتعاد عن هذا المحور. وتثير هذه الزيارة مخاوف بشأن مخاطر تفاقم الحرب في السودان، وزيادة نفوذ إيران في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى