تقارير وتحقيقات

إيران تسعى إلى نفوذ في السودان عبر دعم الجيش بالأسلحة

تقرير: مجلة الدفاع الأفريقي الصادرة عن قيادة منطقة أفريقيا التابعة للولايات المتحدة الأميركية.
ترجمة: الطيب علي حسن

في 15 أكتوبر 2024م

تعمل إيران على الاستفادة من الفوضى الناجمة عن الحرب الأهلية في السودان للحصول على موطئ قدم على البحر الأحمر.

وفقًا لخبراء، إن تأسيس حضور لإيران في السودان من شأنه أن يمكّنها من محاصرة خصومها الإقليميين بشكل جوهري، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وأيضا تهديد الشحن عبر قناة السويس.

وفي مقال نشرته صحيفة The Arab Weekly، قال المحلل “عبد المنعم همت”، إن إيران “تعتبر السودان نقطة انطلاق لتحقيق مكاسب استراتيجية طويلة الأجل، المتمثلة في التوسع في إفريقيا، والسيطرة على البحر الأحمر وتوسيع النفوذ الإقليمي”.  ولتحقيق هذه الغاية، أمضت إيران أكثر من عام في إعادة بناء علاقاتها مع القيادة السودانية، التي تتخذ من بورتسودان مقرًا لها، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على معظم العاصمة الوطنية الخرطوم.

في أكتوبر 2023م، استأنفت كل من السودان وإيران العلاقات الدبلوماسية، حيث تبادلتا السفراء بعد انقطاع دام ثماني سنوات؛ ومنذ لك الحين، زودت إيران القوات المسلحة السودانية بالأسلحة دعمًا لها في  قتالها ضد قوات الدعم السريع.

كان الجزء الأساسي من شحنات الأسلحة تلك، عبارة عن طائرات بدون طيار من طراز مهاجر(6) وطائرات أبابيل إيرانية الصنع؛ ساعدت القوات المسلحة السودانية في قتالها ضد الدعم السريع. وفي وقت سابق من هذا العام، لعبت هذه الطائرات المسيرة دورًا رئيسيًا في استعادة الجيش لأجزاء من أم درمان ومقر هيئة الإذاعة والتلفزيون. وتتمتع طائرات مهاجر-6 بدون طيار بالقدرة على توصيل المتفجرات.

 إضافة إلى الأسلحة الإيرانية، تعتمد القوات المسلحة السودانية بشكل متزايد على مساعدة الاستخبارات الإيرانية في شن هجماتها ضد قوات الدعم السريع.

ويقول المراقبون إن إيران ساعدت القوات المسلحة السودانية في تجنيد وتدريب جنود جدد من النازحين بسبب الحرب، والذين تم تدريبهم في معسكرات في أوغندا. كما حاولت إيران استخدام مساعداتها للقوات المسلحة السودانية كوسيلة للضغط على القيادة السودانية للموافقة على إنشاء قاعدة بحرية إيرانية على ساحل السودان. وقد رفضت البلاد هذا الاقتراح إلى جانب اقتراح لاحق بإنشاء ميناء تجاري وعسكري مزدوج الاستخدام في بورتسودان.

ساهمت المساعدات الإيرانية كعامل رئيسي في فعالية القوات المسلحة السودانية ضد قوات الدعم السريع؛ ويتضح ذلك من معاناة القوات المسلحة السودانية من خسائر في ساحة المعركة، وذلك عندما انشغلت الحكومة الإيرانية بوفاة الرئيس سيد إبراهيم رئيس الساداتي في مايو، وفقا لمراقبين. 

ولكن في الأمد البعيد، فإن تدفق الأسلحة الإيرانية يخلق خطر تفاقم الصراع الداخلي في السودان وانتشاره إلى ما هو أبعد من حدوده.

إن العلاقات السودانية الإيرانية تتجاوز الأسلحة والاستخبارات، و”يسعى الجيش السوداني إلى الاستفادة من وجود إيران كأداة للضغط على الجهات الإقليمية والدولية المناهضة لإيران، وتشجيعها على دفع قوات الدعم السريع نحو الموافقة على وقف إطلاق النار بشروط الجيش”، كتب “هاني العصار” مؤخرًا لمركز الإمارات للسياسات. وتتحصل قوات الدعم السريع على مساعدات من الإمارات العربية المتحدة، التي تربطها، إلى جانب المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، علاقات متوترة مع إيران. وأشار “العصار” إلى أن هذه الاستراتيجية لم تؤت ثمارها حتى الآن.

في نهاية المطاف، من المرجح أن يخرج السودان كالجانب الخاسر من تورط إيران في حربه الأهلية، ومن توسع الجمهورية الإسلامية في البلاد.

كتب “الأعسر”: “مع تكثيف الجيش السوداني وإيران تعاونهما بشكل واضح، هنالك تكهنات حول ضعف السودان أمام نفوذ طهران، حيث أدت الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تآكل قدرة السودان على الصمود ضد التغلغل والتأثير من قبل القوى الأجنبية بشكل كبير”.

وكتب “همت”: “إن الأسلحة الإيرانية في السودان من شأنها أن تزيد من إشعال الصراعات هناك وفي الدول المجاورة. كما أنها ستحول البحر الأحمر إلى ساحة للمواجهة الدولية، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة ويعرض الملاحة الدولية لتهديدات كبرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى