رأي

اتيم سايمون يكتب.. عام جديد بذات الآمال والتوقعات

أتيم سايمون

لماذا يصر قادتنا السياسيين علي حصرنا في قائمة محددة من الآمال و التمنيات ، فمع نهاية كل عام نري وعودا بان العام المقبل سيشهد عودة السلام والاستقرار في ربوع البلاد ، وان هناك رغبة وجدية في وضع برامج جديدة في كافة المجالات التي تهم المواطن ومستقبل البلد ، لماذا لايتم تقييم تجربة العام السابق ماتحقق فيه من وعود وما لم يتحقق ، مع توضيح الاسباب و الملابسات التي قادت لتلك الاخفاقات بشجاعة ومسئولية ، ام اننا مطالبون فقط بمجاراة الروتين في نهاية كل عام ، كما يحدث في بقية الدول و البلدان من حولنا.

نعم لقد ظل قائمة الآمال و التطلعات واحدة ولم تتغير ، ذات الآمال القديمة التي حملناها خلال العقود الماضية باهمية عودة السلام والامن والاستقرار ، وعودة النازحين واللاجئين لاعمار البلد والمساهمة في تنميتها ، آمال الجيل المؤسس منذ خمسينيات القرن الماضي هي نفسها تطلعات جيل مابعد استقلال دولة جنوب السودان ، آمال وتطلعات ورثناها عن ذلك الجيل ونخشي ان يرثها جيل ابنائنا من واقع الحرب التي تعيشها بلادنا الآن وهي تمضي نحو عامها الخامس ، لطالما غابت الارادة السياسية وباتت قضية الوطن والمواطن في ذيل قائمة الاولويات لدي قادة البلاد .

كنا نأمل ان يكون اتفاق وقف العدائيات الذي وقعت عليه الاطراف نهاية العام الماضي نقطة تحول كبيرة في مسار العملية السياسية في جنوب السودان ، وبارقة أمل تلوح في نهاية نفق المعاناة و التشرد المظلم ، لكن مع تجدد المواجهات وتبادل الاتهامات بين الاطراف المتحاربة ادت لتراجع سقف الطموح والتوقعات بامكانية احراز تقدم حقيقي في المسائل المتعلقة بالسلام في القريب العاجل ، برغم الضغوط الداخلية من الجماعات السياسية وتنظيمات المجتمع المدني و الشارع الجنوبي ، الي جانب التحذيرات الدولية المتكررة بمحاسة اي طرف يقوم بمخالفة وانتهاك الاتفاق الاخير ، فدون وقف للعدائيات واسكات صوت السلاح ، لايمكننا الحديث عن عودة الاستقرار او وجود رغبة في احراز اي تقدم في بقية الملفات العالقة .

نامل مع حلول العام الجديد ان يفطن قادتنا لاهمية التوافق علي حل سلمي للحرب الدائرة حاليا ، تسوية تتجاوز المصالح السياسية الضيقة وتنظر لمستقبل هذا البلد المهدد بالتشرزم والتمزق و التداعي ، نامل ان يلتفتوا لصراخ المواطنين لاجل السلام وتمنياتهم بعام جديد يسوده الهدوء و الاستقرار ، انها حقوق تحولت لمطالب وتمنيات وواجبات تتنظر قدر من الالتزام والمسئولية ، فليس هناك هدية يمكن ان تقدم لهذا الشعب المكلوم اكبر من اسكات صوت البندقية و السعي من اجل المصالحة الحقيقية بين كافة مكونات البلاد من خلال التوافق علي ترتيبات جديدة لعملية سياسية تضع خارطة طريق جديدة تهئ الاجواء لاقامة الانتخابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى